تحول منتدى الشباب إلى حدث قومى بامتياز، وأصبح يشكل مفترق طرق سنوى مهم نفهم من خلاله كيف يفكر الشباب فى بلدنا، وكيف يتفاعل مع قضايا الوطن وتحدياته، فى نفس الوقت الذى يفهم فيه الشباب كيف تفكر الدولة المصرية، وكيف يخطط المسؤولون فى الحكومة لمواجهة تحديات الحاضر ورسم صورة المستقبل.
والأهم على الإطلاق فى هذا الحدث القومى هو مداخلات السيد الرئيس فى جلسات النقاش التى تبادر إلى حالة من المكاشفة الوطنية غير المسبوقة فى التاريخ السياسى المصرى بين الرئيس والشعب، كما تنتهى هذه الحوارات دائما لاستجابات سريعة لأفكار الشباب المشارك فى المنتدى وملايين الشباب الذين يتواصلون مع المنتدى من خلال المبادرة الخلاقة "اسأل الرئيس" .
استجابة الرئيس المدهشة لهذه الأفكار داخل المنتدى التى أدت إلى صدور قرارات سياسية واقتصادية شديدة الحيوية تؤكد هذا الطابع القومى للمنتدى كمنصة حوار وطنى شامل تجدد فيه الدولة جسور الثقة مع الناس، وتصوب ما يحتاج إلى تصويب، وتطور ما يحتاج إلى تطوير وتبادر إلى ما ينفع الأمة من قرارات وإجراءات عاجلة.
الجولة الجديدة للمنتدى المقررة اليوم فى جامعة القاهرة تتضاعف أهميتها الوطنية والاستراتيجية، إذ إنها تنعقد فى مستهل العام الرئاسى الأول بعد الانتخابات، كما أنها تأتى بعدما قطعت مصر شوطا كبيرا فى مسيرة الإصلاح الاقتصادى، كما أن هذه الجولة تشهد 4 جلسات مهمة تناقش:
" بناء الإنسان"
و"استراتيجيات تطوير التعليم"
و"التأمين الصحى وتطوير المنظومة الصحية"
و"المشروع القومى للبنية المعلوماتية للدولة المصرية"
عناوين الجلسات ودلالتها، ومكان الانعقاد فى جامعة القاهرة ورمزيته تؤكد أننا نفتح صفحة جديدة مع الوطن ومع شبابنا ومع أنفسنا، فإن كنا من قبل نلملم بلادنا أمنيا واقتصاديا ومؤسساتيا، فإننا اليوم نوجه حصاد ما جمعناه من ثمار وما أعددنا له من قوة نحو بناء الإنسان بالعلم والمعرفة والمعلوماتية والرعاية الصحية والتعليمية.
مصر التى تبدأ اليوم حوارات حدثها الوطنى السنوى، ليست هى مصر التى عرفها هؤلاء الشباب وهى جريحة ومرهقة بعد نجاح ثورة 30 يونيو، مصر التى جمعها هذا المنتدى الشاب على كلمة سواء خلف الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم تحتفل بعبور كبير أمنيا واقتصاديا، وتبدأ رحلة عمل جديدة بالعلم والمعرفة والمعلوماتية وتجهيز شبابنا لما هو أهم وأبقى وما ينفع الناس ويمكث فى الأرض.
منتدى الشباب لم يعد فرصة حوار وطنى سنوية
لكنه أصبح قصة نجاح وطنية فى حد ذاته.
كل التوفيق للذين فكروا وخططوا ونظموا
وكل الشكر للرئيس الذى لم يبخل بمعلومة ولم يخف حقيقة ولم يتردد فى المواجهة حتى خلق وعيا شعبيا جارفا يفهم ما الذى نصبر عليه، ولماذا نصبر، وما الذى ينتظرنا فى نهاية رحلة الصبر والعمل.
وتبقى مصر من وراء القصد