كما تعلم، عقولنا تعمل فى حيزين مختلفين، الأفكار الواعية واللاواعية، "نملتنا" هى الجزء المتعمد من العقل، تضم أفكارنا النقدية والتحليلية، "فيلنا" فى المقابل، هو الجزء الفطرى التلقائى من العقل، وهو يضم المشاعر والذكريات، حتى إنه يرشد الجسد ليقوم بوظائفه الحيوية. فى حين أننا نميل إلى معرفة عقولنا الواعية، أو النمل، بشكل أفضل، عادة ما نغفل قوة عقولنا الفيلية اللاواعية، للأسف، عندما نفعل ذلك، نقوم بإهدار منبع الإمكانات البشرية.
هذا ما يقول به كتاب " النملة والفيل" تأليف فينس بوسنتى، والصادر عن دار جيرير، ويقول الكتاب "تَخيَّل نملة صغيرة على ظهر فيل إفريقى ضخم، لا يهم كم اجتهدت تلك النملة فى المشى باتجاه الشرق، إذا كان الفيل الذى تجلس على ظهره يسافر فى الاتجاه المعاكس، سوف ينتهى المطاف بالنملة أبعد ناحية الغرب من نقطة البداية، وبالمثل، سوف نجد أنفسنا نبتعد عن أهدافنا إذا كانت عقولنا الواعية واللاواعية غير متسقة، ما الجوانب التى تشبه الفيل من شخصياتنا وتمنعنا من مواجهة التحديات؟ كيف تقف مشاعرنا فى طريق قدرتنا على التصرف والتواصل بشكل فعَّال؟ ماذا يعنى حقًا أن تلتزم بتحقيق حلم؟".
ويضيف الكتاب أنه قد يدرك القائد الجيد أنه منغمس فى عادات تشبه الفيل، وتبقيه بعيدًا عن هدفه - لكن القائد العظيم يفعل شيئًا حيال الأمر، فهو يواجه السلوكيات والروتين الذى يجعل لاوعيه عالقًا، ويعمل على إعادة تشكيل المعتقدات الراسخة، والتوجهات الذهنية، والحقائق لكى تدعم جهوده الواعية، إن القائد العظيم يقهر مخاوفه الخفية، ويدفع ما عليه من مستحقات، ويقوم بعمل استثمار عاطفى فى رؤيته ليظهر للآخرين الطريق إلى النجاح.
ويقول البيان الصادر عن الكتاب، إن كتاب النملة والفيل حكاية رمزية مسلية لمساعدتك على فعل ذلك بالضبط، هدفها أن تظهر كيف يمكن أن نوحد القوى القوية للتفكير الواعى واللاواعى لنصل إلى كامل إمكاناتنا بسهولة أكبر، وفى وقت أقل، وبمتعة أكبر على طول الطريق.