التأهيل النفسى هو الخطوة الأهم بعد أى مشكلة أو اعتداء لأن المواقف الصعبة تؤثر على النفسية وتترك فجوة كبيرة وإن لم يتم علاجها، تنتج العديد من الاضطرابات والمشكلات الصحية والسلوكية التى يمكن التحكم فيها من البداية، ولعل معظم هذه الحوادث تحدث فى الطفولة وتظهر آثارها فى الكبر، حيث يقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بجامعة المنصورة، إن الطفل إذا تعرض لصدمة فعليه أن يمر ببرنامج تأهيلى كامل متعدد المراحل.
وأضاف الحديدى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الخطوة الأولى للتأهيل هى التقييم النفسى ويشمل على تحديد:
- طبيعة الصدمة
- معناها بالنسبة للطفل
- رد فعله
- رد فعل الأهل
وأوضح الحديدى، أنه يتم العمل على الصدمة وتقليل الأضرار منها خاصة أنها تنتج أفكارا ومفاهيم خاطئة عند الطفل، فبالتالى يتم التحدث معه عن طبيعتها ومضاعفاتها وكيفية تجنبها والتعامل معها، وذلك من خلال برنامج تدعيمى لرفع الثقة فى النفس وحل مشكلة التشوش التى يعانيها الطفل فى هذا الوقت، خاصة أنها يشعر بالخطر وأنه قليل الحيلة.
وأكد الحديدى أن الخطوات التى يتم اتباعها بعد ذلك، هى التأكيد على الطفل أن حوله أشخاص تساعده ليواجه هذه الصدمة، وذلك يختلف من طفل لطفل بناء على مستوى الذكاء الخاص به، وكيف يتعامل مع مشاعره ليحصل على ما يريد ويكون أقوى فى الكبر.
وأشار الحديدى إلى أن الصدمة التى يتعرض لها الطفل قد تكون اعتداء بأى نوع أو فقدان لشخص، ويجب أن تتم عن طريق هذه المراحل، لأن الطفل إذا لم يخضع للتأهيل يمكن أن يتعرض للقلق وفقد الثقة بالنفس والانطوائية وربما يكره المجتمع فيصبح شخصية عدوانية تعانى من اضطراب الشخصية السيكوباتية، أو يلجأ للسلبية والتوتر والاكتئاب مع الإصابة بالفصام والذهاب فى طريق الإدمان وتعاطى المخدرات.