بداية كل عام ومصر والأمة الإسلامية بخير ونحن على بعد ساعات من الاحتفالات بيوم عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين حفيد رسول الله وابن سيد الأئمة فى معركة كربلاء فى القرن السابع الميلادى، وهى المناسبة التى ينتظرها الشيعة فى مصر لإحداث حالة من البلبلة والاحتفالات الطائفية التى تثير الفتن فى الشارع المصرى، فبدلا من الاقتداء بالرسول وتوسعة كل مسلم على أهل بيته - كما أوصانا الرسول - يحولها الشيعة إلى حالة من اللطم وضرب الصدور وضرب الجسد وإسالة الدماء فى صورة غير آدمية وغير لائقة وغير إنسانية.. وهو الأمر الذى نتوقف عنده لمطالبة الأمن بمنع أى احتفالات طائفية يمكن أن تنتج عنها كارثة خاصة فيما يتعلق بسب الصحابة، وهو الأمر الذى يثير حفيظة المصريين ويجعلهم يخرجون من هدوئهم إلى ثورة ضد هؤلاء الفاسدة أفكارهم.
أما الأمر الثانى الذى أدهشنى فكان ذلك الحديث الهامس حول إعادة إحياء فكرة حزب التحرير الشيعى الذى أعلن القيادى الشيعى أحمد راسم النفيس عن تأسيسه بعد 25 يناير، ليكون الكيان الذى يجمع الشيعة فى مصر، ويعيد إليهم حلم السيطرة على مصر بالوصول إلى سدة الحكم فيها، وإضفاء الشرعية على فكرة المد الشيعى فى مصر، لكن رفضت لجنة شئون الأحزاب تأسيس هذا الحزب، وقضت محكمة القضاء الإدارى والمحكمة الإدارية العليا برفض تأسيسه... لكن قفز السؤال على رأسى سريعا.. لماذا إعادة طرح إنشاء حزب التحرير الشيعى فى هذا التوقيت بالذات؟؟ والدور الذى تلعبه جماعة الإخوان وراء هذا الطرح لإحداث حالة من الارتباك داخل المجتمع المصرى خاصة بعد اللقاءات الإخوانية الشيعية فى الفترة الماضية ؟؟
ندرك – يقينا – أن الشيعة أبدا لن يتنازلوا عن حلم المد الشيعى داخل مصر، وهو الأمر الذى يدركه القائمون على أمور الدولة المصرية، لكن لماذا هذا التحدى الذى يعلنه الشيعة بإقامة احتفالاتهم البدعية المذمومة وما بها من طائفية ممقوتة رغم تحذيرات الأمن ورغم إعلان وزارة الأوقاف رفضها اقامة مثل هذه الشعائر التى ليس لها علاقة بالدين الإسلامى لكنها ترهات وخرافات تؤجج الفتن وتثير الأزمات داخل الوطن.
ولا يستبعد عاقل تلك العلاقة الوثيقة بين جماعة الإخوان الإرهابية والشيعة، خاصة وأن لقاء تم فى طهران مطلع هذا العام وتبعه لقاء فى تركيا جمع أعضاء من جماعة الإخوان الفارين الهاربين وبعض المرجعيات الشيعية فى إيران، ويبدو أن اللقاءين وضعا صورة لكيفية تحرك الشيعة فى مصر بدعم ايرانى اخوانى،وهو الامر الذى نرى أن الاجهزة الامنية ترصده وتتابع تحركاتهم للتدخل عند اللزوم.
وهذه التحركات المريبة تعطينا قنوات للتفكير تؤكد فى امتداداتها أن الاخوان بعد أن لفظهم الشعب المصرى وطردهم من مصر لم يجدوا غير الشيعة للتعاون معهم،وهى خيبة جديدة تضاف إلى خيباتهم وضحالة تفكيرهم،أن يتصوروا أن الشيعة لهم وجود بالأساس فى مصر،فهم مرفوضون من المصريين، ومرصودون من الأجهزة الأمنية.
ولأن الفكرة الإخوانية ليست فكرة وطنية أو دعوية فقد قال إمامهم الاكبر حسن البنا مؤسس تلك الجماعة المريضة فى تفكيرها المشكوك فى ولاءاتها ..فبعد تأسيس الجماعة قال البنا عن الشيعة الذين يسبون الصحابة ويصفونهم بأوصاف لا يقبلها مسلم.. أنهم "مسلمون إلهنا واحد وديننا واحد ونبينا واحد".. وهو ما يجعلنا نتشكك فى إيمانه بعد قبوله ما يقوله الشيعة عن صحابة رسول الله.. وهو الأمر الذى سار عليه عمر التلمسانى ومهدى عاكف وغيرهم من القيادات الإخوانية التى أعلنت وأيدت وبايعت الخمينى وثورة الملالى فى طهران، وأنهم كانوا يفتنون بحسن نصر الله ويقدمونه على كل مصرى، حيث إن أفكارهم وتنطعاتهم تتطابق فى كثير منها مع أفكار الشيعة، وأن الشيعة لم يكن لهم صوت فى مصر إلا بعد 25 يناير 2011 التى جلبت لمصر كل الروائح العفنة من الافكار البالية فقد جعلت الشيعة يعلو صوتهم ويطالبون بممثلين لهم فى تأسيسية وضع الدستور ويعلنوا فى بجاحة عن حسيناتهم ولطمياتهم بمساعدة الاخوان الذين لم يكن همهم مصر وشعبها وتاريخها ومستقبلها..
وما يثير الدهشة هو أن قيادات الشيعة فى مصر كانوا قبل تشيعهم من كوادر جماعة الاخوان الارهابية مثل أبوهم الروحى والمرجع الاكبر لهم المستشار الدمرداش العقالى والذى كان مسئولا عن الطلبة الاخوان فى الجامعة والقيادى الشيعى الذى يرتبط بروابط وثيقة بإيران أحمد راسم النفيس، مما يعطينا مؤشر بأن الإخوان يأتمرون بمستوى المدد القادم من طهران وغيرها من العواصم الكارهة لمصر الوطن ويتفاعلون معهم حتى لو كان ذلك على حساب تسليم مصر لإيران.. ويغلب على الطائفتين المارقتين انهما يمكنهما بهذا الاتحاد الأيديولوجى ان ينفذا الى قلوب المصريين حتى يكون لهما ظهيرا شعبيا فى الشارع المصرى لكن هيهات هيهات
كل عاشوراء والمصريين صفا واحدا لا يفرقه دعاوى الخونة والمارقين
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة