لليوم الخامس على التوالي، تشهد مناطق في إيران انقطاع خدمات الإنترنت، مع دخول موجة الغضب يومها السادس، على خلفية اعلان الحكومة رفع أسعار الوقود، وفى ثانى خطاباته، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن بلاده "خرجت منتصرة من اختبار تاريخي آخر" في وقت عبرت فيه منظمات دولية عن قلقها من ارتفاع عدد القتلى، وحتى اليوم لم تصدر اية إحصائيات رسمية من إيران حول ضحايا احتجاجات الوقود.
وأكد روحانى أن شعبه لم يسمح لـ"العدو" باستغلال الاحتجاجات، على الرغم من المشاكل الاقتصادية، وأضاف في كلمة له باجتماع مجلس الوزراء، اليوم الاربعاء، أن "العدو أراد من خلال العقوبات والضغوط القصوى على إيران أن يخرج الناس إلى الشوارع ضد النظام"، لافتا إلى أن الاضطرابات في البلاد "ممنهجة من قبل العدو لضرب أمن إيران".
ودان روحاني ما أسماهم بـ "مثيري الشغب" خلال الأيام الماضية، متهما إياهم بأنهم "مسلحون ومنظمون ومدعومون من قبل إسرائيل وأمريكا ودول رجعية في المنطقة".
وأشار الرئيس الإيراني إلى أن الاحتجاجات أسفرت عن مقتل عدد من قوات الشرطة والأمن والحرس الثوري والتعبئة، مشددا على أن سلطات بلاده "ستتعامل بحسم مع كل من يريد أن يكون مرتزقا للدول الأخرى ضد الأمن القومي الإيراني".
في المقابل استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير السويسري في طهران بسبب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو التي عبر فيها عن دعمه للمحتجين الذين تظاهروا في إيران عقب رفع أسعار البنزين.
وقالت إيران للسفير، الذي يمثل المصالح الأمريكية في الجمهورية الإسلامية بسبب عدم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين طهران وواشنطن، إن التصريحات الرسمية الأمريكية تدخل في الشأن الداخلي الإيراني، وفقا لوكالة ايرنا للأنباء.
بدوره قال مسؤول في الحرس الثوري الإيراني إن قواتنا المدافعة عن الأمن واجهت مثيري الشغب، ولم تسمح لهم بتحويل طهران إلى بيروت وبغداد.
وقال اللواء محمد رضا يزدي، قائد لواء محمد روسول الله في الحرس الثوري، خلال تشييع أحد قتلى الباسیج في الاحتجاجات: "هناك من باعوا أنفسهم للأعداء يسعون إلى ضرب الأمن في إيران وطهران، لكن قواتنا المدافعة عن الأمن واجهت مثيري الشغب ولم تسمح لهم بتحويل طهران إلى بيروت و بغداد، فهناك في الداخل والخارج من يريدون أن يحولوا طهران إلى بغداد و بيروت".
ولفت يزدي إلى أن "بعض مثيري الشغب ساهموا في الاضطرابات عن غير وعي فقط، لأنهم يعارضون بعض السياسات في البلاد، لكن بعضهم مرتبط بعناصر أجنبية".وأكد المسؤول أن هناك من خطط لزعزعة الأمن والنظام العام في إيران حتى قبل قرار رفع أسعار البنزين وتقنين استهلاكه.
على الأرض، تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تويتر مقاطع فيديو لعمليات كر وفر بين متظاهرين وقوات الأمن، وتحدثوا عن وقوع 15 قتيلا في مدينة مريوان الحدودية مع العراق في كردستان إيران، ولم يؤكد أو ينفي محافظ المدينة في تصريحاته أمس.
وفى وقت قالت فيه منظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء إن 106 متظاهرين على الأقل في 21 مدينة لاقوا حتفهم في الاحتجاجات، قال المتحدث باسم البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة علي رضا مير يوسفى في تغريدة على موقع توتير إن أي أرقام فيما يتعلق بالخسائر البشرية للاحتجاجات الدموية في البلاد بسبب ارتفاع أسعار البنزين ”ضرب من التكهنات وليست موثوقة“ ما لم تؤكدها طهران.
ویدیویی که به دست بی بی سی فارسی رسیده حضور نیروهای امنیتی را در اطراف فلکه دوم صادقیه در شامگاه ۲۸ آبان در غرب #تهران نشان میدهد.
— BBC NEWS فارسی (@bbcpersian) November 19, 2019
pic.twitter.com/oLBmbLFk6r
وقال ”المزاعم التي لا أساس لها والأرقام المزيفة من قبل كيانات غربية منحازة لا تزعزع عزم الحكومة على اتخاذ قرارات اقتصادية حكيمة مع احترام حقوق الإنسان لشعبها بما في ذلك الحق في حرية الاحتجاج في ظل أجواء سلمية“.
لكن المنظمة قالت أن مقاطع الفيديو أظهرت استخدام القوات الإيرانية للأسلحة النارية ومضخات المياه وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، كما أن عدد الفتلى المرتفع يشير إلى استخدام الرصاص الحي، وطالبت المنظمة السلطات الإيرانية باحترام حرية التجمع السلمي والتعبير عن الرأي بما في ذلك رفع الحظر شبه الكامل المفروض على الوصول للإنترنت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة