وبما أن مصر الآن فى مرحلة التطهير والبناء على أسس قوية متينة استعداداً للانطلاق بمسيرة التطور والتقدم التى تأخرنا وتعثرنا سنوات طويلة فى اللحاق بها لظروف كثيرة معقدة ومعوقات بالداخل والخارج كما نعلم جميعاً .
ففى العقود القليلة الماضية لم نقف حتى محلك سر كما يقولون، لكننا وبقوة دفع خفية قد عدنا للخلف وتراجعنا فى كافة المجالات وعلى كل المستويات.
فكانت هناك أطناناً من الفساد وآلافاً من المفسدين الذين كبسوا بقوة على أنفاس البلاد ووقفوا باستماته لتعويق طموحات كل مخلص ومبدع ومتميز بمجاله لإحباط محاولاته ومجهوداته فى النهوض بالبلاد وتطويرها ودفعها للأمام لضمان استقرار منافعهم واستتباب أوضاعهم لطالما بقى الحال على ما هو عليه بغض النظر عن تلك الشعارات، التى لا تهز لهم طرف كالوطن والانتماء وغيرها ممن لا يشعر بها ولا يتوقف عندها أصحاب القلوب الغليظة والنفوس الضعيفة والزمم الواسعة والضمائر الميتة !
ولكن :
بفضل الله الذى شمل مصر بعنايته وأمنه ، قد تخلصنا من عصر فاسد بكل مفرداته ولاح بالأفق بزوغ فجر عهد جديد لقيادة مخلصة جادة تحارب الفساد وتسعى جاهدة للبحث عن المفسدين الذين كانوا سبباً مباشراً فى عرقلة البلاد، وتنظر فقط للبناء والتأسيس والتطوير بشكل سريع فى كافة المجالات وفى إطار خطة سريعة ناجزة لإعادة إعمار ما خربته وأفسدته سنوات التجريف والتجهيل والتراجع التى عاشتها مصر فى ظل قيادة سابقة لم يكن يعنيها سوى توفير الطعام للمواطنين فحسب ضماناً لبقائها مستقرة على عرش السلطة أطول فترة ممكنة وإن كان على حساب المواطن نفسه وما أصابه من تراجع شديد بالتعليم والتربية والأخلاق وعلى حساب بلد أغلقت مصانعه وتجرفت أراضيه الزراعية وتفشت به الأمراض المزمنة وتكاثرت عليه الديون !
ولكننا :
فى ظل قيادة مخلصة حكيمة تتوارى خلف مصلحة الوطن وتسابق الزمن لبناء البلاد المنهارة تحت وفوق.
أناشد الدولة بناءً على مقترحات بعض المخلصين الذين يهتمون لأمر هذا البلد والذين لا يجدون السبيل لتوصيل هذه المقترحات لأولى الأمر.
وبناءً عليه ومن واقع مسئوليتى كمواطنة مصرية أعشق تراب هذا البلد وغاية مرادى رفعته وتقدمه، فبدورى ومن خلال منبرى المحترم وعن قناعة تامة أقوم بتوصيل رسائل تستحق التوقف عندها لربما تلاقى استحسان فتعود بالنفع والمصلحة.
ومن هذه المقترحات ما يلى :
أن يكون هناك توجيه بإقامة المشروعات الاستثمارية الكبيرة بالمحافظات وتخصيص مشروعات بعينها تحقق إنتاجاً كبيراً بكل محافظة حسب تفرد وتميز المحافظة المعينة بهذا الإنتاج وتلك الصناعة حتى نحقق ناتج كبير ومضمون.
فعلى سبيل المثال :
محافظة (دمياط) التى تنفرد بصناعة الأثاث، وتتميز بإنتاج الجبن والحلويات، و(المحلة الكبرى ) التى تنفرد بصناعة الغزل والنسيج .
فلم لا تتخصص كل محافظة أو مدينة كبيرة بصناعة معينة تتميز بجودتها وتحقق الاكتفاء الذاتى من منتجاتها إضافة إلى وافر وفائض يخصص للتصدير ؟
فقد تكون من أهم الآثار الإيجابية لهذا التوجه والتخصيص للصناعات والمنتجات بين محافظات ومدن مصر أن يتم تخفيف الضغط والتكدس والتمركز بالقاهرة، وتقليل عدد الوافدين من العمالة نظراً لتركز معظم الصناعات والمنتجات بها.
وفى هذه الحالة سيبقى هؤلاء الوافدين بمحافظاتهم وأماكن عملهم دون التكالب على النزوح للقاهرة التى لم تعد تحتمل المزيد فقد فاضت بما فيها.
كذلك تسهيل إجراءات منح وتخصيص الأراضى بسيناء للمواطنين ، لتكون هذه الخطوة على رأس بنود خطة مكافحة الإرهاب والوسيلة الأضمن والأسرع لإعمار هذه القطعة الغالية من أرض مصر ، وتلك التى يتنافس ويتسارع على تقسيمها والنيل منها المتنافسون .
فكما تعلمنا أن الخراب ضيق مظلم تسكنه الجرزان والخفافيش والعمار رحب وسعة وأمان .
أعانكم الله على هذا الحمل الثقيل والميراث الكبير من مهام معطلة وخطط مؤجلة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة