تمر اليوم الذكرى المئوية على وصول لجنة ملنر إلى القاهرة، للتحقيق فى أسباب اندلاع ثورة 1919، إذ وصلت اللجنة فى 7 ديسمبر من نفس العام، وهي لجنة شُكلت في 22 سبتمبر 1919 من قبل الحكومة البريطانية، للوقوف على أسباب الثورة الشعبية في مصر.
ووصلت اللجنة إلى مصر 7 في ديسمبر ١٩١٩ وظلت تروج لفكرة الحكم الذاتى لمصر، غير أن الشعب ثار ضد اللجنة لتجاوزها لزعيم الثورة (سعد زغلول) وقاطعها الشعب ونظمت اللجنة المركزية للوفد بالقاهرة حركة مقاطعة للجنة واستقال محمد سعيد باشا، رئيس الوزراء، وحاول اللنبى ضرب الوحدة الوطنية بتشكيل وزارة برئاسة "يوسف وهبة" باشا (القبطى)، فاجتمع كبارالأقباط بالكنيسة المرقسية، وأعلنوا أن قبول "يوسف وهبة" تشكيل الوزارة خروج على إجماع الأمة.
وبحسب "مذكرات هدى شعراوي" فإن الأقباط ضربوا المثل الرائع فى التضامن مع إخوانهم المسلمين، حين توجوا نضالهم الوطنى بهذا التضامن الذى ظهر جليا فى البيان الذى نشر فى 21 نوفمبر تحت عنوان "احتجاج الأقباط على وزارة وهبة باشا، حيث جاء فى البيان أن وهبة باشا لم يمثل فى وقت من الأوقات أمانى الأقباط ولم يشترك معهم فى شعورهم الوطنى أيا كان نوعه، وحيث أنه لا فرق بين مسلم ومسيحى بل المصريون كلهم شخص واحد، لكن الأقباط يرون أنفسهم مضطرون إلى أن يتقدموا بصفتهم أقباط لإظهار شعورهم حيال هذا الحادث، لذلك يعلنون براءتهم من كل رجل أو هيئة تقبل الحماية على مصر أو تساعد على تعضيدها.
كما عقد اجتماع كبير فى الكنيسة المرقسية الكبرى برئاسة القمص باسيلوس وكيل البطريركية، وقد تناوب فيه الخطباء محتجين على قبول وهبة باشا تشكيل الوزارة، معبرين عن تضامنهم مع إخوانهم المسلمين.
وفى صباح الاثنين 15 ديسمبر، نشرت الصحف نبأ محاولة اغتيال رئيس الوزراء، حيث قام شاب وطنى من أقباط مصر يدعى "عريان أفندى يوسف" بمدرسة الطب، بإطلاق أربع رصاصات من مسدس بيده على رئيس الوزراء فى ميدان سوارس، ونجا وهبة باشا حينها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة