تفاجأ العالم أمس بخبر أعلنته الإمارات العربية المتحدة عن تعرض 4 سفن تجارية لأعمال تخريبية فى المياه الاقتصادية الإماراتية بالخليج العربي، ورغم الخطورة الكبيرة لهذا الحدث من الناحية السياسية، إلا أن الخطورة الأكبر له ستكون ليس على الاقتصاد الخليجى فحسب ولكن أيضا على الاقتصاد العالمى.
تأثير الحدث على الاقتصاد العالمى ظهر سريعا فى ارتفاع أسعار النفط العالمية بمجرد الإعلان عن الحادث فى البورصات العالمية، خوفا من تأثر إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط والخليج، خاصة فى ظل العقوبات المفروضة على النفط الإيرانى والفنزويلى بسبب الخلافات مع الولايات المتحدة مما قلل المعروض بشكل كبير.
كما أن اثنين من السفن الأربع التى تعرضت لعمليات تخريب كانتا سعوديتين، وهى أكبر منتج للنفط فى العالم، وهو ما يرجح أن يكون الفاعل هو إما إيران أو وكلاء لها فى المنطقة، رغم عدم إعلان ذلك صراحة، وهو ما ينذر باستمرار الأعمال المعادية للسفن التجارية فى الخليج، وبالتالى التأثير على حركة التجارة العالمية، فى حال تكررت هذه العمليات العدائية.
وما يزيد الوضع سوءا هو وصول حاملة الطائرات الأمريكية مصحوبة بعدد من السفن الحربية إلى الخليج واستمرار التصعيد من جانب الولايات المتحدة ضد إيران اقتصاديا، وهو ما يزيد الضغط على إيران مما يمكن أن يجعلها تقوم بعمليات مضادة تضر بالتجارة الدولية، إذا كانت هى بالفعل من قام بهذا العمل.
لكن هناك احتمال آخر، فى أن يكون من قام بهذه الأعمال هى القوات الأمريكية أو على الأقل بعض وكلائها، لكى تتخذها ذريعة لتنفيذ عمل عسكرى ضد إيران، رغم استمرار نفى الولايات المتحدة نيتها تنفيذ عمل عسكرى ضد إيران، وفى الوقت نفسه تزيد من حشودها العسكرية فى الخليج ضدها.
وبعيدا عن هذه الاحتمالات سواء كانت صحيحة أم غير صحيحة، فإن أى توتر أو حدوث اشتباكات عسكرية فى منطقة الخليج سيكون له تداعيات خطيرة على التجارة العالمية لن تنجو منه أى دولة، سواء كانت طرفا فى المشكلة مثل إيران والسعودية والإمارات وأمريكا أو ليست طرفا مثل باقى دول العالم، ويجب على الجميع العمل على تجنب أى مواجهة فى المنطقة حتى نتجنب تداعياتها على الاقتصاد العالمى الذى يعانى أصلا من ضعف النمو مع استمرار الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة