التفكير فى طبيعة جماعة الإخوان والحالة النفسية والذهنية التى وصل إليها أعضاؤها حاليا، تضعنا أمام حالة فريدة من الانحطاط فى كل شىء، فهم مجموعة تضربها الفضائح والانشقاقات، ويأكل الكبار فيهم الصغار ويستخدمونهم وقودا للعمليات الإرهابية بينما يتنعمون هم فى تركيا وقطر وأوروبا فى القصور وتتضخم حساباتهم الشخصية فى البنوك ويورثون أبناءهم الثروات والعقارات.
كما أنهم جماعة مقطوعة منبتّة، لا أرضا قطعت ولا ظهرا أبقت، فهى حاولت بمساعدة أجهزة استخباراتية غربية أن تستولى على حكم مصر وأن تحولها إلى إمارة تابعة إقليميا لتركيا وإسرائيل ودوليا للولايات المتحدة، وعندما رفض الشعب المصرى هذا التوجه الشاذ وثار عليها فى 30 يونيو، لم تأخذ العظة والعبرة من الغضب الشعبى، ولم تستجب لتوجهات المصريين، بل اختارت أن تستقوى بكل من هب ودب من أراذل الجماعات التكفيرية والأجهزة الخارجية لقمع وإرهاب المصريين، وحاولت من خلال العنف المسلح واستهداف الكنائس ودور العبادة عموما وتخويف الإعلاميين واغتيال ضباط الشرطة والجيش، أن تقول إما أن نحكمكم أو نقتلكم، وكشف التنظيم الخاص عن وجهه القبيح وحيازته كميات كبيرة من السلاح وتشكيله ما يسمى بالخلايا العنقودية والجماعات المسلحة الصغيرة لتنفيذ العمليات الإرهابية، حتى يسهل على الجماعة التنصل منها خارجيا بينما تدعمها داخليا بالمال والسلاح.
وعندما فشل هذا المخطط لإرهاب وتخويف المصريين وتصدى رجال الجيش والشرطة للعنف الإخوانى المسلح ونجحوا فى تحجيمه والقضاء على معظم الخلايا والتنظيمات النائمة والنشطة بالضربات الوقائية، هرب كثير من قيادات ونشطاء الجماعة عبر الحدود الجنوبية من خلال المدقات الصحراوية، وهناك لا أدرى كيف تم استخراج جوازات مضروبة ليسافروا أفواجا إلى قطر وتركيا أردوغان ولندن والمدن الأوربية الأخرى التى تتركز فيها الأسر الإخوانية التى عادة تتستر خلف إنشاء المدارس الإسلامية.
ومنذ هروب المجموعات الإخوانية من مصر، دخلوا فى صراعات داخلية حول التربح من أموال أجهزة المخابرات التركية والقطرية والغربية التى تمول إنشاء منصاتهم الإعلامية، كما انكشفت فضائحهم الجنسية من شذوذ ودعارة وتهتك، فضلا عن صراع القيادات القديمة مع أجيال الشباب، فالقيادات القديمة التى لها الصلات المباشرة مع تركيا وقطر ولندن هى من تملك الحسابات المالية، كما تملك وضع الأسماء الشابة فى كشوف الحصول على الجنسية، سواء التركية أومختلف الجنسيات الأوربية الأخرى.
ورغم كل هذه الفضائح والدناءات المذاعة على الهواء مباشرة ومواقع التواصل الاجتماعى، فإن مقاطيع الإخوان لم يجتمعوا إلا على كراهية المصريين، عموم المصريين، فنجدهم يشمتون فى كل حادث يقع داخل مصر، ويشجعون الفرق الرياضية التى تواجهنا فى المنافسات المختلفة ويكرهون الرموز السياسية والفنية والرياضية التى يحبها المصريون ويسعون إلى تشويهها والإقلال منها بتوجيه الشتائم لها والسخرية منها، كما يتعمدون التقليل من كل الإنجازات التى يحققها الشعب المصرى، بدءا من قناة السويس الجديدة وانتهاء بالعاصمة الإدارية والإصلاح الاقتصادى والاكتشافات البترولية والغازية والنظام التعليمى الجديد وبرنامج التأمين الصحى الشامل وبرنامج مواجهة العشوائيات بالمدن المليونية الجديدة، وكذا المناطق الصناعية المقامة من الإسكندرية ودمياط إلى أسوان.
مرتزقة الجماعة الإرهابية، ينسون أن من يكتشف أول كذبة لهم يتعامل معهم بحذر مع الخبر الثانى وعندما يكتشف أنه كاذب أيضًا يبدأ فى الفرجة على هؤلاء الأراجوزات مثلما يشاهد المونولوجسيت الفشار وهو يؤدى نمرته التى نعرف جميعًا أنها مليئة بالهتش والنتش والمبالغات والأكاذيب الصريحة.
أيضًا، تتجلى فى هؤلاء العملاء والمرتزقة التابعين لمنصات الجماعة الإرهابية فى قطر وتركيا، آيات المنافقين وفى مقدمتها الفجر فى الخصومة، فنجدهم شتامين لاعنين طوال الوقت كما نجد لجانهم الإلكترونية تعتمد السب بالأم والأب والتشويه والإهانات والخوض فى الأعراض وهو أسلوب هجومى رخيص يكشف تهافتهم وهوانهم، وعدم امتلاكهم الحجة أو المنطق، كما يكشف عزوف الناس عما يقولون.
والحمد لله أن الحكومات الغربية بدأت فى النظر جديا إلى خطر جماعة الإخوان وتنظيمها الدولى بعد أن تجاوزت الأعمال الإرهابية حدود العالم العربى وباتت خطرا واضحا على القارة الأوروبية والولايات المتحدة وكندا، أى أن الغرب الذى احتوى الجماعة الإرهابية لعقود، أملا فى صناعة صيغة وسطية من الإسلام السياسى يمكن استخدامها فى السيطرة على البلاد العربية، بدأ فى تصحيح أكبر خطأ ارتكبه برعاية ثعابين الإخوان والتنظيمات التابعة لها، بعد أن تعرض للدغ منها مرات عديدة.