"سليم الأنصاري" الذي يجسد شخصيته الفنان "أمير كرارة" في المسلسل الأشهر "كلبش" بات بمثابة أيقونة التضحية والشهامة والشجاعة في الدراما المصرية، فهو الضابط الذي يضحي دوماً بنفسه وأسرته من أجل حماية الوطن، ويدفع فاتورة ملاحقته للإرهابيين والخارجين عن القانون من راحته.
تعاطف شعبي كبير لقيه "سليم الأنصاري" أو "باشا مصر" كما يطلقون عليه في المسلسل، خاصة مع السرد الدرامي الرائع، الذي شغف عدد كبير من المشاهدين والمتابعين على مدار 3 سنوات.
وفي حقيقة الأمر، رجال الشرطة كلهم "سليم الأنصاري"، هؤلاء الأبطال الذين لا يعرفون سوى التضحية بالنفس والاستغناء عن الراحة لحماية الوطن والمواطنين.
وباعتباري أحد الصحفيين المتخصصين في الشئون الأمنية، وبحكم تعاملي مع ضباط الشرطة على مدار عدة سنوات، اكتشفت وجود قاسم مشترك بينهم جميعاً، يكمن في رغبتهم المستمرة لمساعدة الغير ومد يد العون للجميع، حتى لو كلفهم الأمر حياتهم، لا يبالون بالمساحات الخاصة في حياتهم الشخصية، ولا يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، فقد اختاروا أن يكونوا العيون الساهرة التي تبات دوماً تحرس في سبيل الله.
من منا يتحمل الوقوف أسفل حرارة الشمس الحارقة نهار رمضان ينظم حركة المرور، ومن منا يتحمل الوقوف في ليل الشتاء القاسي يحرس ويؤمن الجميع، ومن منا يستطيع أن يداهم وكراً إرهابياً أو إجرامياً لا يبالي بالرصاص، يتحرك تحت الأعيرة النارية لا يخاف الموت، ومن منا يستطيع أن يقضي الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية والعطلات في العمل، يحرس فرحة المصريين وبهجتهم بالأعياد، بينما يكتفي هو بالاستمتاع بمشهد البسطاء من المواطنين والبسمه تملأ الوجوه وهم يحتفلون في أجواء آمنة.
إذا كنا جميعاً ـ أنا وأنت ـ لا نستطيع كل ذلك، فلندعم هؤلاء الأبطال، نساندهم في حربهم على الإرهاب والجريمة، ونفخر بهذه النماذج المشرفة من الضباط الذين يعملون بشجاعة وشرف، مؤمنين برسالتهم المقدسة في حماية أنفس من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً.
