كشف تقرير نشرته الصحيفة الاستقصائية البريطانية "ذا إنڤستيجيتيڤ چورنال The Investigative Journal" بالأدلة والصور والوثائق العلاقة بين النظام التركي وتنظيم داعش الإرهابي وغيره من الجماعات الجهادية المسلحة.
وكشف التقريرعن كيفية تواطؤ الحكومة التركية مع داعش ضد الشعب التركي نفسه وضد النظام والشعب السوريين وذلك فى محاولة لنشر الأفكار المتطرفة والحصول على مكاسب سياسية واقتصادية.
وتضمن التقرير 19 صفحة عن الدور التركي في تسهيل دخول الإرهابيين حول العالم إلى داخل سوريا عبر الحدود البرية بين الدولتين.
وقام التقرير الذي أعده الصحفي الاستقصائي عبد الله بوزكرت بمراجعة المئات من التسجيلات السرية للاتصالات التي حصل عليها من خلال مصادر خاصة في العاصمة التركية أنقرة، وفضحت هذه التسجيلات الدور الذي تلعبه الحكومة التركية الإسلامية بقيادة رجب طيب أردوغان في تمكين، بل وتسهيل حركة المسلحين الأتراك والأجانب عبر الحدود التركية إلى سوريا ليحاربوا إلى جانب الجهاديين التابعين للدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وتحت عنوان "الدعم والرعاية الطبية لداعش في تركيا"، ناقش التقرير التهريب عبر الحدود في اتجاه عكس التيار السائد من تركيا إلى سوريا، حيث يتغير الاتجاه أحياناً للعبور العكسي إلى تركيا خاصة للمصابين الذين يبحثون عن الرعاية الطبية.
وقال التقرير، إن داعش قد تعاقدت مع مستشفى دانيسمانليك التخصصي بأنقرة لمعالجة المصابين من مسلحي داعش، حيث توضح التسجيلات مناقشات بين من يدعى بالي وصاحب المستشفى لترتيب دفع مبلغ 62،000 دولار كنفقات علاج لـ16 مصاباً من مسلحي داعش في المستشفيات التركية، والذين زارهم بالي بعلم السلطات التركية بدون أن يتم إلقاء القبض عليه، كما شكا صاحب المستشفى من تأخر سداد 150،000 دولار حساب للعمليات التي أجريت للإرهابيين مع ترتيب حجزهم في غرف خاصة بعيدة عن الأعين لشهور، والتي وصلت تكاليف الفندقة فيها لأكثر من 40،000 دولار مع التنبيه عليهم بحلاقة لحاهم لإبعادهم عن الشبهات.
وفِي تفريغ لتسجيلات لـ 997 مكالمة هاتفية بين المشتبه في تبعيتهم لداعش، تبين أن داعش لا تدعم الجهاديين فقط ولكن تقدم الدعم لعائلاتهم التي تركوها خلفهم في تركيا، وذلك بتحويل آلاف الدولارات لتغطية تكاليف الطعام والسكن، بالإضافة إلى مرتبات وتكاليف شبكة التهريب، عندما كانت تشكو العائلات من قلة الموارد المالية المتاحة كان بالي يرد بأن المجاهدين يحاربون في سيريا في سبيل الله وليس في سبيل توفير مكتسبات لأسرهم، وفِي نفس السياق أقامت داعش محاكم شرعية للأسرة في سوريا، حيث توضح التسجيلات جهود زوجة تركية للحصول على الطلاق من زوجها الجهادي والعودة إلى تركيا.
وفِي ضربة قوية كشف التقرير عن أن الاستخبارات التركية (MIT) والمختصة بجمع المعلومات عن مصادر الخطر الخارجية والداخلية، قد تكون قد تورطت أيضاً في دعم سياسة أردوغان في دعم الجهاديين داخل تركيا وخارجها، بل وتوفير معلومات لهم من شأنها مساعدتهم على تفادي الوقع في قبضة الشرطة التركية ذات نفسها، أي أن الانحراف قد وصل إل درجة أن تعمل الاستخبارات ضد أجهزة بلادها الأمنية نفسها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة