بقلم محمد فودة
لا يختلف اثنان على أن الفنان رامز جلال قد استطاع وعن جدارة أن يحتل مكان الصدارة فى برامج المقالب.. تلك النوعية من البرامج التى استمر فى تقديمها على مدى 9 سنوات متواصلة خلال شهر رمضان محققا نسبة مشاهدة عالية .
ولا يختلف اثنان أيضاً على أن رامز بعد مرور كل هذه السنين قد تحول بالفعل إلى حالة متفردة فى برامج المقالب التى أصبح ينتظرها المشاهد من العام الى العام وسط حفاوة بالغة من رواد مواقع التواصل الاجتماعى.
وعلى الرغم من ذلك فإننى ومن منطلق حبى لرامز جلال اسجل هنا عدة ملاحظات على برنامج رمضان الحالى الذى يحمل اسم "رامز فى الشلال" فقد جاءت فكرة هذا العام تشبه إلى حد كبير برنامجه السابق "رامز حوت البحر" فالأجواء تكاد تكون متشابهة خاصة بعد سقوط الضيوف فى مياه الشلال ولكن مع الاختلاف البسيط فى آليات التنفيذ .
ربما هذا الأمر لا يمثل مشكلة لدى بعض المشاهدين ولكن الوضع يختلف كثيراً حينما يتعلق الأمر بتعليقات رامز على الضيوف ووصفه لهم على هذا النحو من الاستفزاز فإننا نكون أمام نسخة مكررة من الأعوام السابقة.. فاللافت للنظر إن رامز يعلق على الضيوف تعليقات فى بعض الأحيان تكون جارحة وخادشة للحياء وفى أحيان كثيرة أخرى تكون مستفزة وتدعو للاشمئزاز فقد اعتاد مع الغالبية العظمى من الضيوف على أن يصفهم بأوصاف غير لائقة وبالطبع هذا من أجل إقناع الجمهور ليضحك ويتفاعل مع تلك الأوصاف وكأنه يستجدى الضحك من المشاهدين على حساب كرامة وسمعة ضيوفه.. والغريب والعجيب فى تلك المسألة أن الضيوف يتقبلون هذا الوضع بصدر رحب وبشكل يثير الشكوك حول صحة ما يقال عن المبالغ الكبيرة التى قيل أن البرنامج يدفعها للضيوف فهل من أجل الحصول على المال يمكن أن يتنازل هذا الفنان أو ذاك عن جزء من كرامته وأن يفرط فى سمعته التى أرى رامز وقد "مسح بها البلاط" وبعثرها على الأرض .
وعلى الرغم من إعجابى بنجاح رامز فى الاستمرارية إلا أننى أتوقف أيضا أمام مسألة مهمة تتعلق بالضيوف أيضاً ففى كثير من الحلقات كنت أشعر بأن هؤلاء الضيوف جاءوا ليمثلوا مشهدا كوميدياً سطحياً لدرجة أن الأطفال يستطيعون اكتشاف تلك المسألة لأن الجانب التمثيلى واضح جدا لدى بعض الضيوف بل بالعكس فقد ظهر معظمهم وكأنهم ممثلون فاشلون لم يتمكنوا من إجادة الدور المرسوم لهم فظهروا أمام مساعديهم وكأنهم "غارقون فى شبر ميه".. فهم من ناحية متورطون فى قبول الإهانة من أجل حفنة دولارات ومن ناحية أخرى فاشلون حتى فى تمثيل الدور بإتقان فنجد بعضهم يحاول أن يظهر وكأنه فوجئ بالمقلب بينما ملامح وجهه تفضحه وتكشف اللعبة.
وليت الفضيحة تتوقف عند هذا الحد بل أن الفضيحة الكبرى أن رامز يصر عاماً تلو الآخر على إهانة الفن المصرى وكأنه ينفذ حملة منظمة وممنهجة تستهدف فى المقام الأول إهانة الفن المصرى والاستهانة بالفنانين المصريين وإظهارهم على هذا النحو من التفاهة والسطحية فضلا عن إصراره على تقديم الوجه القبيح لهؤلاء الفنانين من خلال هذا الكم الهائل من الألفاظ الخارجة والتى لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يتصور أحد أنها صادرة عن فنانين لهم جمهورهم الذى بكل تأكيد يرسم لهم فى ذهنه صورة مثالية لذا فإنه لا يتصور على الإطلاق أن هؤلاء النجوم يمكن أن ينزلوا إلى هذا المستوى المتدنى فى الحوار أو تخرج عنهم هذه الألفاظ التى لا تليق أصلاً بشهر رمضان المبارك الذى حثنا الله عز وجل ان نقضيه فى الذكر والعبادة وأن تعف الألسن عن هذه الألفاظ البذيئة التى سمعناها كثيراً فى برنامج "رامز فى الشلال" والذى أرى أنه من فرط ما سمعنا فيه من ألفاظ خارجة وكلمات منحطة كان من الممكن أن يطلق عليه اسم " رامز فى البلاعة" لأن مثل تلك الألفاظ البذيئة مكانها الطبيعى هو "البلاعة" وليس "الشلال".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة