إذا أردت أن تحكم على نجاح أو فشل أى مؤسسة عليك بالنظر إلى قاعدتها ومنها تستشف هدفها وقيمتها، وإذا أردت أن تعالج قصورا ما فى أى هيئة إن وجد عليك أن تعالج القاعدة أولا وقبل أى شىء.. إذا فقاعدة أى شىء هى أساسه، بها يتقدم وينتج وبها يسقط أسفل سافلين مع الفشلة الموهمين.. وعليك الاختيار، واعلم أنك لن تستمر طويلا إذا بنيت قاعدتك من الموالين فقط.
من هذا المنظور يمكن أن نطرح تفسيرا لحالة الفشل التى تعيشها الكرة المصرية فى الوقت الحالى.. وإذا ما وظفنا مقدمة المقال فى تلك المنظومة الشعبية والجماهيرية (كرة القدم) عندنا فى مصر وقمنا بالنظر إلى قاعدتها (الجمعية العمومية) سنجدها "كفتة".
أيوة الجمعية العمومية التى من المفترض أن تساهم فى إدارة كرة القدم فى مصر ووضع أساسها ولوائحها جمعية كباب وكفتة.. وليس فى هذا ادعاء لكن الواقع يشهد على ذلك، فما من جمعية عمومية عادية أو غير عادية للكرة المصرية فى السنوات الأخيرة إلا ونجد أنفسنا نعيش فى مشهد متكرر بات محفوظا للجميع ومفضوحا أمام الكل.. رؤساء الأندية أو من يمثلهم يأتون من محافظاتهم وأقاليمهم يبتون فى فندق 5 نجوم ويتناولون وجبة عشاء فاخرة أحيانا كثيرة تكون كباب وكفتة، أو على حسب ما يشتهى صاحب الصوت فى الانتخابات أن يتناوله، مع لهف شيك مقبول الدفع، كل حسب أهميته ودوره فى حشد الأصوات الأخرى، وفى النهاية ينفض المولد لنجد أنفسنا ندور حول نفس الدائرة المغلقة التى لا ندرى أين مفاتيحها، وينجح أصحاب النفوذ وليس أصحاب الفكر والإدارة ونجوم اللعبة نفسها!.
من يصدق أن وائل جمعة أحد أهم اللاعبين فى تاريخ الكرة المصرية يسقط فى انتخابات اللعبة التى قضى عمره فى ممارستها!، وكاد حازم إمام القطب الزملكاوى الشهير أن يسقط هو الآخر ونجح على الحروكروك .. ولصالح من؟ لمن عرفوا يعنى كورة على كبر، وهبطوا على المنظومة الكروية بالبرشوات لتحقيق مصالحهم الدنيوية !.. أي جمعية عمومية هذه وأي مسئولين على أندية فى المنظمومة يكون اختيارهم وتوجههم كذلك؟!.
إذا أردنا الإصلاح الحقيقى للكرة المصرية أهم ما يتوجب إصلاحه هو مفهوم أعضاء الجمعية بالنسبة لمجلس الإدارة الذى يختارونه لتمثلهم، وإذا ما كان إصلاحا ذلك صعبا فالأمر يتطلب ضرورة إقصاء الكثيرين من داخل الجمعية واقتصارها على عدد معين ممن نرى فيهم الإصلاح والفلاح وليس الفساد والمنفعة، على أن يتم تقييم ذلك بالأداء وماذا قدم عضو الجمعية لصالح الكرة المصرية وماذا أخذ منها لتكون الأحكام مبنية على منطق يعمم على الكل.. وكمان عشان تكون العملية محكومة شوية فليس من المنطق مساواة أندية كبيرة مثل الأهلى والزمالك وغيرهما بمركز شباب مع كامل التقدير لأهمية ودور مراكز الشباب، ولكن فى حدود إمكانياتها ومكانتها فيما يخص منظمومة كرة القدم.. فمن الظلم أن يتساوى من يدر دخلا للكرة المصرية بالملايين بمن يستنزف خزانة الدولة بالملايين، أنها منظمومة تفقد ميزان العدل وتحتاج من يعدل كفتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة