ظلت محافظة الإسكندرية لها مكانة خاصة لدى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر فهى المكان الذى يسترجع فيه طفولته وذكرياته والملجأ الوحيد الذى يهرب فيه من ضغوطات الحياة ليستجم بشاطئ المعمورة المميز ويستنشق هواء حدائق المنتزه النقى، فولد فيها وعاش طفولته فهو يعتبر اسكندرانيا المولد والهوا حتى اختارها ليلقى فيها خطبته الشهيرة فى تأميم قناة السويس فى ميدان المنشية الشهير، كما أن أهل الإسكندرية جميعهم يعشقون الزعيم الراحل فكان يوجد فى كل منزل بمحافظة الإسكندرية صورة ضخمة للزعيم عبد الناصر وتتوارثها الأجيال حتى بعد وفاته وذلك بحب آبائهم أجدادهم له.
وفى حى باكوس تحديدا بشارع القنواتى بالإسكندرية ولد الزعيم جمال عبد الناصر فى 15 يناير عام 1918، فى منزل بحى باكوس الشعبى رقم 12 بشارع القنواتى، حيث عمل والده وكيلاً لمكتب بريد حى باكوس وتزوج هناك وأنجب أول أبنائه وهو عبد الناصر ومن بعده ولدان وهما عز العرب والليثى.
وانتقلت الأسرة من الإسكندرية بحكم عمال والد عبد الناصر إلى أسيوط عام 1921 ومن بعدها إلى الخطاطبة عام 1923، والتحق عبد الناصر بمدرسة النحاسين الابتدائية عام 1925 بالجمالية بالقاهرة وأقام عند عمه خليل حسين لمدة ثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالإسكندرية فقط أثناء العطلات الدراسية.
مساحة المنزل
المنزل يقع فى شارع القنواتى متفرعا من شارع مصطفى كامل الرئيسى فى حى باكوس فهى فيلا تصل مساحتها إلى 160 متر مقسم إلى 5 غرف، فهو منزل مكونا من دور واحد فقط به بوابة خارجية من المنزل ثم بوابة المنزل الداخلية.
تحويل المنزل إلى متحف
بعد مغادرة أسرة جمال عبد الناصر محافظة الإسكندرية تم بيعه إلى أسرة تدعى عائلة الصاوى وبعد وفاه الرئيس جمال عبد الناصر، قرر الرئيس أنور السادات السعى وراء شراء المنزل وتحويله إلى متحف باعتباره يحمل طفولة وذكريات عبد الناصر وكان له مكانه خاصة له وتقديرا له يجب تحويله إلى متحفا يحمل مقتنياته وبعدها قامت محافظة الإسكندرية شراء المنزل بمبلغ 30 ألف جنيه لتخصيصه كمتحف.
ولكنه ظل سنوات طويلة تحت إشراف وزارة الثقافة ولكن لم يتخذ فيه أيه إجراء حتى عام 2016 قامت وزارة الثقافة بتطويره وتحويله إلى متحف سمع بصرى، ومكتبة تحتوى على كتب متنوعة للأطفال والكبار لخدمة أهالى منطقة باكوس.
مقتنيات المتحف
تم استغلال المكان المفتوح فى المتحف على مساحة 480 مترا واستخدامها كمسرح مكشوف يسع سبعون فرداً، وتكلف المشروع بأعمال الأثاث حوالى مليون و350 ألف جنيه.
وتم تزويد المكتبة بعدد من الكتب القيمة بلغت (1636) كتابا، تتناول مجموعات الكتب تاريخ مصر عبرالعصور، وكفاح الشعب المصرى منذ فجر التاريخ ومرورًا بعصور مصر القديمة، والتاريخ الوسيط، وصولا إلى تاريخ مصر الحديث، ثم عصر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وانتهاءً بالعصر الحالى وثورتى 25 يناير و30 يونيو.
كما تم تزويد القاعة السمع بصرية بالمكتبة بالوسائط المتعددة والأفلام التسجيلية المتميزة عن الحقبة الناصرية على أقراص مضغوطة DVD. تمثل المكتبة جزءا مهما من منزل والد الزعيم جمال عبد الناصر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة