قد يعزف الكثيرون عن متابعة مباراة القمة بين الأهلى والزمالك فى الجولة الأخيرة من دورى 2018 ــ 2019، وعدم الاهتمام بأحداثها ونتيجتها، على العكس من المفترض أن يحدث فى مثل تلك المناسبة التى ينتظرها الجميع مع كل موسم، وذلك لأسباب كثيرة ومختلفة، فى مقدمتها حسم الفريق الأحمر للقب وأصبحت المباراة مجرد تحصيل حاصل، ما يقلل من شغف متابعتها بعد أن ضاع جزء كبير من أهميتها المتمثل فى المنافسة على حصد النقاط الثلاثة، وبالتالى يظهر التأثر على أداء اللاعبين ومستوى اللقاء، فضلا عن الغياب الجماهيرى المعتاد فى السنوات الأخيرة والذى أن نأمل أن نجد له حلولا سريعة، وآمنة وتشهد المدرجات عودة الجماهير فى الموسم الجديد لما لذلك من إيجابيات متعددة على المستوى المادى (تحقق دخل للأندية) والفنى (إلهاب حماس اللاعبين وتحفيزهم).
لكن وسط كل ذلك يبقى الحفاظ على سمعة القمة المصرية المصنفة عالميا، والتى يتابعها الملايين حول العالم وليس على المستوى العربى أو القارى فقط، أمرا ضروريا يحتاج إلى التعامل مع اللقاء من منظور مختلف على كل المستويات وتجاهل الجميع لكل الظروف السلبية المحيطة به.
الرهان الأول والأكبر فى الدفاع عن سمعة القمة يتحمل مسؤليته اللاعبون سواء الأهلى أو الزمالك، فهم من يتحكمون فى مصائر الأمور بأقدامهم داخل المستطيل الأخضر باعتبار أن مستوى اللقاء يعبر عن المشاركين فيه، وبالتالى يتوجب على الجميع هنا وهناك نسيان الوضعية القائمة وتوابعها بعد تتويج الأهلى قبل إقامة المباراة، والتعامل مع المباراة كأنها "بطولة خاصة"، وهى بالفعل كذلك ونعهدها أن تستمر كذلك.. إذن على اللاعبين أن يؤكدوا ذلك ويثبتوه على أرض الملعب عن طريق خلق دوافع خاصة فى كلا المعسكرين دون الارتكان إلى فكرة عدم أهمية النتيجة أو تأثيرها عمليا على أى شئ فى الجانبين.
الأهلى يحتاج الفوز لتأكيد جدراته باللقب وعدم كسر فرحة جماهيره التى تحتفل بالدرع منذ الأربعاء الماضى بعد الفوز على المقاولون العرب، وكذلك أمامه فرصة ترسيخ فكرة التفوق الدائم على الغريم التقليدى والتى تتغنى بها جماهيره.
الزمالك على لاعبيه البحث عن الانتصار المطلوب من أجل تجميل الصورة أمام أنفسهم أولا ثم أمام جماهيرهم وألا يظهروا محبطين تائهين داخل الملعب، ويكون الفوز إذا تحقق، بمثابة الحافز المعنوى نحو تصحيح المسار واستعادة جزء من كرامتهم المهدرة بعد ضياع تتويج كان فى المتناول، مع تغيير الانطباع السلبى الذى سيطر على الفريق فى الجولات الأخيرة من الدورى وتسبب فى إهدار فرص التتويج الذى كان قريبا أكثر من أى وقت مضى.
سمعة القمة من سمعة الكرة المصرية، فهى عنوانها العريض ودائما ما تكون فى صدارة المشهد المحلى والذى بدوره ينقل إلى العالم الخارجى، لدرجة أن هناك الكثير من البلدان البعيدة لا تعلم عن الكرة المصرية سوى الأهلى والزمالك، لذا نأمل أن تخرج المباراة الختامية فى موسم هو الأطول عبر التاريخ، حسنة السمعة على المستوى الفنى والسلوكى، وتمنحنا الأمل فيما قادم ونستبشر خيرا بالموسم الجديد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة