"الطبلة المقدسة".. قصة أسطورة كينية داخل جدران المتحف البريطانى.. قبيلة "بوكومو" ادعت سرقتها منذ عصور الاستعمار فى القارة السمراء.. زعيمها: صوتها مشابه لـ"زئير الأسد".. وكانت بمثابة الإله لأهل نهر "تانا"

الإثنين، 19 أغسطس 2019 04:30 م
"الطبلة المقدسة".. قصة أسطورة كينية داخل جدران المتحف البريطانى.. قبيلة "بوكومو" ادعت سرقتها منذ عصور الاستعمار فى القارة السمراء.. زعيمها: صوتها مشابه لـ"زئير الأسد".. وكانت بمثابة الإله لأهل نهر "تانا"
كتبت – هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
روايات يتوارثها الأجيال، وطقوس وتقاليد تقف راسخة فى وجه التكنولوجيا وعصور الانفتاح لتظل أبية عن التأثر بما فى ذلك بالديانات السماوية مثل المسيحية والإسلام.. هذا هو الحال فى العديد من الدول الأفريقية التى تضم قبائل تمتد جذور تاريخها إلى قرون مضت وتتوارث جيلاً وراء جيل طقوس ورموز، من بينها طبلة الـ"نجادجى" الكينية المقدسة لدى قبيلة "بوكومو" التى كانت قديماً فى مصاف الآلهة، فما هى قصتها؟ 
 
أحد كبار قبيلة بوكومو
أحد كبار قبيلة بوكومو
 
"نجادجى" أو الطبلة المقدسة، روي قصتها ماكورانى مونجاسى، ملك قبيلة بوكومو الحالى، مشيراً إلى أن تلك الطبلة لها آثر كبير فى الروح الأفريقية، وتصدر صوتاً يعد من التقاليد المقدسة لشعب القبيلة التى طالما عاشت على ضفاف نهر تانا فى كينيا، حيث تعطيهم القوة الروحية التى لم تعد موجودة منذ عقود بعدما تم سرقتها فى عصور الاحتلال البريطانى.
 
وقال مونجاسى فى لقاء مع صحيفة "واشنطن بوست" : الطبلة تم نقلها من بوكومو خلال الحقبة الاستعمارية، بعد أن استولى عليها ظباط الاستعمار البريطانى، ونقلوها إلى  المتحف البريطانى،  في لندن، ويخشى شيوخ القبيلة ممن عاصروا عهد الاستعمار ألا تعود مجدداً. 
 
وتوضح الأسطورة أن شعب قبيلة  "بوكومو" كان يعبد الطبلة، كإله  ممثَّل على الأرض، وعلى الرغم من تحول "البوكومو" والبالغ عددهم نحو 200 ألف مازالوا على قيد الحياة، إلى الإسلام والمسيحية، ، إلا إن غياب"نجادجى" هو تذكير دائم للآثار المدمرة للاستعمار.
شعب قبيلة بوكومو
شعب قبيلة بوكومو
 
وأضاف ماكورانى، إن " نجادجي" عبارة عن جلد بقر ممدود على جذع شجرة عملاق، وحين الدق عليه يقوم بإصدار صوت يمكن سماعه في جميع أنحاء القرى المتجمعة حول مجمع ملك بوكومو.
 
وتابع ملك بوكومو الحالى وأحد سلالات الأسرة الحاكمة بالقبيلة، التي يزعم أنها تعود إلى أكثر من عشرة أجيال: "تقول الأسطورة أنه يبدو وكأنه زئير أسد، ويجبر الجميع على الاستماع".
 
ووفق الرواية الأفريقية يشير مونجاسى، إلى أن سرقة نجادجى معروفة كما يعترف المتحف البريطانى أن ضباط الاستعمار صادروا نجادجى لأنها مصدر القوة والاعتزاز لـ شعب البوكومو، قبل أن يتم التبرع بها لمجموعات المتحف البريطانى في عام 1908. 
 
ويخشى المسنون من شعب البوكومو، والذين لديهم ذكريات حية مع  الفترة الاستعمارية ، وشهد آباؤهم وأجدادهم تدمير مجتمع "بوكومو" التقليدي ، من الموت قبل عودة  أسطورتهم المقدسة، حتى لا تموت ثقافة البوكومو.
 
وفي القرن الماضى، حصل شقيق ملك القبيلة بايبا مجيدو عام 2016 على فرصة رؤية النجادجى ولمسها، حين تم السماح له، بزيارة الطبلة الموجودة بغرفة الحفظ فى المتحف،  وأصبح أول شخص في مجتمعه يمسها منذ أكثر من قرن.
 
وقبل زيارة مجيدو، افترض العديد من شيوخ بوكومو أن نجادجي قد ضاعت أو دمرت،  حتى لمسها سليل ملوكهم.
 
وشعب قبيلة البوكومو، مزارعون، واعتمدوا طوال الوقت على نظام فيضان نهر تانا لزراعة الأرز والموز والفاصوليا والذرة، والغذاء الرئيسي لهم هو الأرز والسمك.
 
ومنذ ستينيات القرن العشرين ، كان الاستعمار متفشى فى العديد من الدول الأفريقية،والتى تطالب حاليا  الاستعماريين بعودة  التحف المسروقة منهم والتي تم حفظها أو عرضها في أماكن أو متاحف بلادهم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة