أنقذت العناية الإلهية رجلًا من المصير القاتل الذى أنهى حياة 176 شخصًا كانوا على متن الطائرة الأوكرانية التى أسقطتها صواريخ الحرس الثورى الإيرانى، فى طهران، ليلة الأربعاء، حيث غادر الرجل صالة المطار فى طهران بسبب خطأ فى تذكرته على الرحلة ذاتها، بينما صعدت زوجته للطائرة التى تحطمت بعد وقت قصير من إقلاعها يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل جميع من كانوا على متنها.
كان من المفترض أن يكون محسن أحمديبور، على متن رحلة شركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية، لكن تم إلغاء تذكرته بطريق الخطأ، ما يعنى أن حياته قد نجت بينما توفيت زوجته فى هذا الحادث الأليم، ويقول تقرير لصحيفة "تليجراف" البريطانية، "كان اللاعب البالغ من العمر 38 عامًا، لا يزال داخل المطار عندما علم أن الرحلة المتجهة إلى كييف قد تحطمت بعد دقائق قليلة من الإقلاع، ولم ينج أى من الركاب البالغ عددهم 176 شخصًا، وكانت زوجته – التى ارتبط بها منذ 6 سنوات تقريبًا - بين القتلى.
محسن أحمدبور الناجى الوحيد من حادث الطائرة الأوكرانية
قصة أحمديبور هى واحدة من العديد من القصص المحزنة المنبثقة عن أقارب القتلى، وكان الزوجان، اللذين كانا يعيشان فى أوتاوا، فى كندا، يزوران العائلة فى إيران، وفقًا لموقع الأخبار المحلى أوتاوا سيتيزن، فيما استقلت روجا آزاديان، البالغة من العمر 43 عامًا، الرحلة، وكان من المقرر أن يلحق بها زوجها على طائرة أخرى بعد إلغاء تذكرته على نفس الرحلة التى ماتت فيها زوجته.
ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، "ستكون آخر مرة رأى فيها الزوجان بعضهما البعض.. وبالنسبة لزوجين آخرين، ستكون الرحلة بداية ونهاية الزواج.. فقد كان بوناه جورجى، البالغ من العمر 25 عامًا، وأراش بورزارابى، البالغة من العمر 26 عامًا، عائدين من حفل زفافهما فى إيران، مع أربعة أعضاء آخرين فى حفل زفافهم.
واستقل خريجو جامعة ألبرتا، الرحلة بعد أيام من حفل زفافهم، وقاموا بإعداد احتفال محلى للأصدقاء فى كندا الذين لم يتمكنوا من حضور حفل الزفاف فى إيران، وفى نعيهما، قال أحد أصدقائهما، "ليس لدى ما يكفى من البكاء لأبكى".
أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية
كما توفى سعيد تاهماسيبى، وهو مواطن بريطانى وأيضًا متزوج حديثًا، فى الحادث ذاته مع زوجته، وكان الزوجان فى الرحلة فقط لأنهما كانا ينتظران فى إيران لالتقاط صور زفافهما، كما كان العشرات من الأزواج والعائلات والأطفال على متن الطائرة، التى كانت فى الهواء لمدة لا تزيد عن 10 دقائق.
وقد غمرت التعازى وسائل التواصل الاجتماعى، حيث أصدرت الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية قائمة بأسماء الركاب، وقال الدكتور فيصل ملا من جامعة جيلف: "كان أحد طلاب الدكتوراه الرائعين، غنيمة أزدارى، على متن الطائرة التى تحطمت فى طهران هذا الصباح".
كذلك كانت "أزدارى" طالبة دكتوراه فى قسم الجغرافيا والبيئة والجيوماتكس، التى كرست بحث الدكتوراه الخاص بها لتعزيز حقوق الشعوب الأصلية فى حفظ وحماية المعرفة الثقافية البيولوجية، على متن الطائرة المنكوبة ذاتها، وفى نعيها قال أحد أساتذتها "تغلبت أنا والطلاب على الكثير من الألم".
ويعتقد أن العديد من الركاب كانوا متجهين نحو كندا، عبر كييف، واحدة منهم، تبلغ من العمر 38 عامًا، هى الدكتورة فوروج خادم، والتى تعتبر عالمة واعدة، وكانت عائدة إلى وينيبيج بعد زيارتها للعائلة فى إيران، وقد تخرجت الدكتورة خادم، مع درجة الدكتوراه فى علم المناعة من جامعة مانيتوبا، وقد أدى بحثها إلى فهم جديد للمرض الطفيلى المميت، داء الليشمانيات.
بدوره، قال جود أوزونا، أستاذ مشارك بالجامعة، لـ"CBC" الكندية: "كانت على الرغم من ذلك أحد أفضل المتدربين على درجة الدكتوراه، وهى عالمة بارزة وقبل كل شىء إنسانة مذهلة.. أنا مدمر تمامًا وأحاول التعامل مع هذا".
طالبة دكتوراه ضمن ضحايا الطائرة الأوكرانية
ونشأت الدكتورة خادم، ابنة أستاذ جامعى، بين إيران ونيوزيلندا قبل الانتقال إلى كندا، ويقول عنها أوزونا، "إنها تشع بالحب.. إنها تشع الإنسانية.. إنها تشع التعاطف.. بمجرد رؤيتها، فأنت تريد أن تعرف من هى".
وكانت سقط الطائرة الأوكرانية إثر استهدافها بصاروخ أطلقه الحرس الثورى الإيرانى فى أعقاب هجوم نفذه ضد القوات الأمريكية المتمركزة فى قواعد عسكرية أمريكية، وتحطمت طائرة الركاب من طراز "Boeing 737-800" التابعة لشركة "الخطوط الجوية الأوكرانية"، فجر يوم 8 يناير الماضى، خلال تنفيذها رحلة من طهران إلى العاصمة الأوكرانية كييف عقب إقلاعها بدقائق، فى كارثة أودت بحياة 176 شخصا.
أحد ضحايا الطائرة الأوكرانية
حطام الطائرة الأوكرانية المنكوبة فى إيران
دمى الأطفال ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة
عائلة ضمن ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة فى طهران
