لأول مرة منذ قدوم فايلر لتدريب الأهلى، بدت عجلة قيادته للفريق الأحمر تحيد عن طريقها الصحيح وذلك مدة 45 دقيقة هى عمر الشوط الأول من مباراة المقاصة، قبل أن يتراجع عن أفكاره الخاطئة التى تسببت فى تفوق المنافس عليه، لاسيما مع ضرورة توافر تناسق المهام مع بعضها البعض ليسهل تنفيذها وأى تعارض بينها يؤثر على الخطة ككل.
وإذا ما كان فايلر فى الشوط الثانى تراجع عن الأخطاء التى ارتكبها فى التشكيل وتوظيف اللاعبين ببداية المباراة، وهذا فى حد ذاته يحسب له، ويؤكد امتلاكه صفات عدم العناد، الشجاعة، الحكمة، وهو ما عهدناه منه منذ توليه تدريب الأهلى، لكن ماذا لو فعلها المقاصة واستغل تلك الأخطاء قبل تداركها وخطف تقدما يصعب تعويضه ليوقف سلسة انتصارات الفريق الأحمر؟.
الأهلى وصل لانتصاره التاسع محققا العلامة الكاملة فى الدورى بالفوز على المقاصة عن طريق القدرات الخاصة للاعبين، أكثر من تكتيك فايلر رغم التغييرات التى أجراها المدرب السويسرى فى الشوط الثانى بنزول وليد سليمان وجيرالدو وصاحبها تعديل فى توظيف بعض اللاعبين وإعادة كل لاعب لمسكنه الطبيعى، ما ساهم فى إحداث انتعاشة هجومية بعض الشىء، حيث جاء الهدف الأول من ركلة جزاء عن طريق على معلول والثانى بمهارة فردية من قفشة.
فايلر فاجأ الجميع أمام المقاصة بإشراك على معول كجناح أيسر والاعتماد على أحمد فتحى كظهير فى محاولة لإرباك حسابات الخصم، مثلما يفعل فى كثير من الأحيان، ولكن هذه المرة "وسعت منه حبتين" إذ لم يكن هناك هدف واضح من تلك المفاجأة والتى جاءت نتيجتها عكسية تماما وأفقدت الأهلى قوته ومنحت الفريق الفيومى أفضلية السيطرة على مجريات اللقاء، وبالتالى كان الأفضل الحفاظ على الوضع القائم داخل الفريق طالما الأمور تسير فى إطارها الإيجابى بدلا من مغامرات غير مضمونة العواقب.
وإذا ما كشفت مباراة المقاصة أول تقدير خاطئ من فايلر فى مسيرته مع الأهلى على مدار أربعة أشهر ماضية، فقد حقق اللقاء نفسه العديد من المكتسبات لأبناء الجزيرة فى مقدمتها عودة محمود متولى ليكون قلب الدفاع الأخر مع رامى ربيعة وهما الثنائى الأقرب لفكر الخواجة الدفاعى، وحال إذا لم تعطل الإصابات والإيقافات أيا منهما سيكون خط الدفاع الأحمر مكتوبا باسميهما بصفة دائمة.
وأيضا ظهر الأنجولى جيرالدو بمستوى طيب فى الوقت الذى شارك فيه، رغم غيابه الطويل عن التواجد مع الفريق بعد أن كثر الحديث عن الاستغناء عنه فى الميركاتو الشتوى، ليطرح ذلك تساؤلا مهما، هل جيرالدو أحق بالبقاء فى الأهلى أم أحمد الشيخ الذى يحصل على فرص متتالية باللعب أساسيا دون أن يقدم ما يشفع له بالتواجد فى قائمة الأهلى الأساسية؟.
ونفس الأمر بالنسبة لمروان محسن الذى استنفذ كل الفرص لإنقاذ مسيرته مع الأهلى، وإزاء عدم قدرته ومعه المغربى وليد أزارو على تحقيق المطلوب بهز شباك المنافسين، بات وجود مهاجم جديد مطلبًا غاية فى الأهمية لا يجوز أن يتأخر أكثر من ذلك، وهنا تساؤل آخر: لماذا لم يحصل صلاح محسن على فرص مثل مروان وأزارو طالما زيد زى عبيد؟ يمكن يكون فيه الأخير للأهلى.