فى موقف لافت، أرسلت حملة المرشح الديمقراطى المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن، مذكرة إلى وسائل الإعلام الأمريكية تحذر خلالها من "التضليل" الذي يقوده الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وأنصاره فيما يتعلق بملف عزله الذى انتقل إلى مجلس الشيوخ قبل أيام، فى وقت تحاول فيه الأغلبية الجمهورية داخل المجلس استدعاء نجل بايدن، الذى عمل فى شركة أوكرانية فى وقت سابق للشهادة، بعد تورطه قبل سنوات فى قضايا فساد.
وتدور أزمة عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بسبب اتهامات الديمقراطيين للرئيس الأمريكى بممارسة ضغط على أوكرانيا لإرغام حكومتها على فتح ملف فساد متورط فيه نجل "بايدن" أثناء توليه منصب تنفيذى فى إحدى الشركات الأوكرانية، ما يؤثر على فرص بايدن فى الانتخابات الأمريكية المرتقبة.
وقالت شبكة ان بي سي نيوز فى تقرير لها الاثنين ، إن المذكرة التي أصدرتها حملة المرشح الديموقراطي تمثل ضغطا على أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين وهم يفكرون فيما إذا كان عليهم قبول مطالب ترامب بالاتصال بهانتر ، نجل جو بايدن ، كشاهد في المحاكمة.
وأدت محاولات ترامب لحجب ما يقرب من 400 مليون دولار كمساعدات عسكرية لأوكرانيا مع الضغط عليها للتحقيق مع جو بايدن ، المنافس السياسي الرئيسي ، على أن يصبح ترامب ثالث رئيس يتم عزله من قبل مجلس النواب.
ومن بين القضايا التي تم تناولها في المذكرة الاستهداف السابق لمحاولة بايدن كنائب للرئيس لتهميش المدعي العام الأوكراني المتحالف مع روسيا ، في الوقت الذي عمل فيه ابن بايدن في مجلس إدارة شركة بوريزما، وهي شركة طاقة في أوكرانيا.
وقالت الحملة فى المذكرة التى بعث بها نائب مدير حملة بايدن، كيت بيدنجفيلد، إن ترامب "ينشر نظرية مؤامرة خبيثة ومفضوحة بشكل قاطع" مفادها أن بايدن ارتكب مخالفات عندما نفذ سياسة الولايات المتحدة الرسمية لإقالة مدع عام فاسد من منصبه.
ووفقا للتقرير شهد المسؤولون الحاليون والسابقون فى الإدارة خلال التحقيق في قضية مجلس النواب بأنه في حين أن دور هانتر بايدن في مجلس إدارة بوريزما يمثل احتمال ظهور تضارب في المصالح بالنظر إلى موقف والده.
وفى أول رد فعل قوى منذ بدء إجراءات العزل تطالب حملة بايدن بأن "أى منظمة إعلامية تشير إلى هذه المزاعم أو ترفع تقارير عنها أو تكررها" من ترامب وحلفائه "يجب أن تعلن بوضوح وبشكل لا لبس فيه مدى مصداقيتها".
وتعكس المذكرة جزء من الواقع السياسي الجديد مع انتقال الإجراءات من مجلس النواب الديموقراطي إلى مجلس الشيوخ بقيادة الجمهوريين، حيث يمكن استدعاء هانتر بايدن كشاهد.
ولطالما أصر الديمقراطيون على أن أي شهادة قد يقدمها هانتر بايدن غير مهمة لتحديد دوافع ترامب لحجب المساعدات عن أوكرانيا واوقف الديموقراطيون محاولات متعددة من جانب الجمهوريين لطلب مثل هذه الشهادة في إجراءات مجلس النواب
وقررت حملة بايدن إلى تأجيل إنشاء "غرفة عمليات" لجهود الاستجابة السريعة أثناء إجراءات مجلس النواب، لأنها اعتقدت أن شهادة مسؤولي الإدارة كانت قوية بما فيه الكفاية لمزاعم الحزب الجمهوري.
ومن بين العديد من عمليات التحقق من الحقائق التي تبرزها الحملة مجددًا هي تلك التي أجرتها وكالة أسوشيتيد بريس وواشنطن بوست والتي تبين أن التحقيق في بوريزما كان كاملاً بحلول الوقت الذي سعى فيه بايدن لإسقاط المدعى العام.
يذكر انه بعد إعلان بايدن ترشحه الرسمى فى الانتخابات كثفت الدائرة المقربة من ترامب بقيادة المحامى الشخصى رودى جوليانى، الجهود للضغط على أوكرانيا للإعلان عن التحقيق فى قضية بايدن ووافق ترامب على المساعدات ذاتها فى عام 2018 دون أى شروط وكانت وزارة الدفاع والكونجرس قد صدقا على ذلك.
