مباراة الزمالك وأسوان فنيًا لا يوجد ما يمكن الحديث عنه بشكل مستفيض، فقد خرجت بفوز الفريق الأبيض بثنائية نظيفة، وهي نتيجة طبيعية بحكم الفوارق بين الفريقين فى كل شىء.. ولكن الحديث هنا عن أشياء أخرى!
إذا ما كان هناك ملخص لسرد أحداث المباراة لن يخرج من بين حالة ميوعة ظهرت على اللاعبين صاحبها انحدار في التحكيم، لتستكمل الظاهرة الأسوأ في الجولة 11 من الدوري الممتاز.
العلاقة بين الحكم واللاعب يربطها نقطة نظام أساسها الاحترام والتقدير لقاضي الملاعب وحتي تترجم لواقع من جانب اللاعب لابد أن يسبقها عدل وصحة قرارات من الحكم، وما حدث في مباراة الزمالك وأسوان يكشف أن العلاقة بين الطرفين في أسوأ مشاهدها.
المشهد الأول في المسرحية الهزلية التى تعايشناها ببؤس شديد، بدأ في الدقيقة 33 بعد إلغاء الحكم طارق سامى هدفا للزمالك أحرزه محمود علاء بداعى ارتكاب خطأ ضد مدافع أسوان.. لنرى منظرا أشبه بكرة الشوارع التي ليس لها ضابط ولا رابط، بعد أن ظهر لاعبو الزمالك متهجمين على الحكم الذي لم يحرك ساكنا ولم يتخذ أى موقف تجاه الإساءة التي تعرض لها وشاهدها الملايين على شاشات التليفزيون، ليكون جزاؤه تجاوزات غير مقبولة على كل المستويات.
المشهد الثاني وكان مأساويًا أكثر من الأول، ظهر أمام الجماهير في الدقيقة 50 عند إنذار فرجانى وطرد طارق حامد ليحدث هرج ومرج داخل الملعب وتوقف اللعب أكثر من خمس دقائق بعد اعتراضات حادة من لاعبى الزمالك تجاه طارق سامى، في موقف مزرٍ يحتاج تدخلا من الجهاز الفني والإدارة لكبح جماح اللاعبين وعدم تجاوز حدود اللياقة السلوكية.. وزاد الطين بلة تصرف يندرج تحت الكوميديا السوداء، بعد تصميم طارق حامد على الخروج من الملعب من مكان لا يوجد به مخرج لوجود لوحات الإعلانات، ورفضه توسلات كل من الملعب للخروج من مكان آخر، ليتوقف اللعب أكثر من خمس دقائق كاملة حتى تنازل سيادته ووافق على الخروج.
المشهد الثالث وأوضح مدى ميوعة اللاعبين كان البطل فيه محمود علاء الذى تصدى لركلة جزاء احتسبت للزمالك فى الدقيقة 59 ، لكنه أهدرها برعونة غريبة وغير مقبولة، وإذا ما كان هذا حال الأول في ترتيب مسددي ركلات الجزاء فكيف سيكون حال من بعده في الترتيب.. وأصبح كارتيرون أمام ضرورة تغيير طريقة محمود علاء فى تسديد ركلات الجزاء التى باتت محفوظة للحراس وإعادة تدريبه بشكل أكثر دقة وجدية، وإما أن يتم تغييره وتكليف لاعب آخر بالتصدى لها، خصوصًا وأن إضاعة الركلة أو إحرازها ممكن يحسم نتيجة أى مباراة.
*التحكيم في مصر بات يحتاج إلى إصلاحات كبرى الفترة المقبلة لإعادة تصحيح الأوضاع وتقليل الأزمات في الدوري بما يضمن الحفاظ على السمعة المتبقية للمسابقة الأقدم في الكرة العربية والأفريقية، خصوصًا وأن الأمر لم يعد مرتبطًا بأخطاء من الحكام نالت من أغلب الأندية، ولكن زاد عليها تجاوزات وعدم تقدير اللاعبين والأندية للحكام، بعد الأحداث التي شهدتها مباريات اليومين الأخيرين، ومطالبة الأندية بالبحث عن حلول لأخطاء الحكام ورفع كفاءتهم، دون القناعة بمحاسبة لجنة الحكام داخليًا للمخطئين من بينهم كون ذلك ليس له أى فائدة على المتضررين خاصة مع الأخطاء القاتلة التي تهدر مبدأ المساواة والعدل بين الأندية.
إعلان الغضب الرسمي لأندية الدوري تجاه مأساويات الحكام وما يفعلونه، وصل إلى مطالبة الزمالك باستقدام حكام أجانب لإدارة مباريات الفريق المتبقية، وسبقه الاتحاد السكندري بالدعوة إلى رفع كفاءة الحكام وتطوير مستوياتهم، في انتظار المزيد من رد الفعل الصادر من باقي الأندية المتضررة، وكيف ستتعامل اللجنة المؤقتة المكلفة بإدارة اتحاد الكرة مع الأمر بعد غاب أعضائها عن الصورة حتى استفحل الوضع وبات على وشك الانفجار؟.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة