بالرغم من حداثة سنهم، وبالرغم من أنهم مستقبل الغد، وأملنا فيما هو قادم، إلا أن هناك بعضاً من طلاب المدارس دأبوا على ارتكاب الجرائم، وبدلاً من أن يسطروا بأقلامهم دروساً في كراستهم، سطروا أقوالهم في محاضر الشرطة.
مؤخراً، ضبطت الشرطة طالب في إحدى المدارس بالإسكندرية يستعرض بسلاح أبيض على طريقة "عبده موتة" داخل فناء المدرسة، بعدما تم تداول فيديوهات له على السوشيال ميديا، مؤكداً أنه كان يجهز نفسه لمعركة مع زميل له.
لم تك هذه هي الواقعة الأولى، وإنما سبقها عدة وقائع، بعضها يغلب عليه الطرافة، حيث تم ضبط طالب يصور فيديوهات للمدرسين في سوهاج ويجري عملية مونتاج لها، لمساومتهم عقب ذلك، على طريقة "سيديهك عندي"!!..
الوقائع كثيرة، لو كلفنا القلم بسردها لتعب ومل وما استطاع، وسط غياب تام لدور الأسرة، بعدما تحولت إلى أسرة افتراضية، تراقب الأبناء عن طريق السوشيال ميديا، وتتحدث معهم عبر "الشات" و"الواتس اب"، فلم يجد الطالب القدوة والمثل الأعلى، لتصبح الجريمة أمراً سهلاً، وسط هذا الإهمال القاتل من الأسر.
الأمر جد خطير، ويستلزم عودة الأسر لدورها الحقيقي، في الرقابة والمتابعة، وتقويم سلوك الأبناء، وعدم تركهم فريسة للإنترنت والأفلام التي ترسخ للعنف، حيث يقلدها الصغار، ويتحول الصغير من طالب يتوقع له مستقبل باهر، لمجرم خلف أسوار السجون، فلن نجني سوى الندم، لكن بعد فوات الأوان، أفيقوا يرحمكم الله.