لم تلعب "السوشيال ميديا"، خلال السنوات الماضية، دور الإعلام البديل عن الإعلام التقليدى كالتليفزيون المصرى والقنوات الفضائية والمحطات الإذاعية والصحف والجرائد والمجلات، حيث يروج الكثيرون إلى أن السوشيال ميديا أطاحت بالصحف والقنوات الفضائية، وأنها أصبحت مصدر المعلومات الأول، وهو المنطق الذى يتنافى تماما مع الحقيقة ومع العقل، فصحيح أن السوشيال ميديا أصبحت لها قوة تأثير كبيرة، ولكن في نفس الوقت مجرد، "إعلاما مكملا"، لهذه الوسائل التقليدية، وليست إعلاما بديلا كما يعتقد البعض.
فى السنوات الأخيرة، ومع التصاعد المستمر لمواقع التواصل الاجتماعى، ظهر مصطلح جديد وهو "قوة السوشيال ميديا"، والذى يفسر إلى أى حد وصل تأثير مواقع التواصل الاجتماعى، وتوجيهها للرأى العام، والمشاركة أحيانا فى قلب الأمور وإعادتها لنصابها، ودعم "صناع القرار" والمسئولين، وأيضا شن حملات للهجوم على أشخاص أو مؤسسات.
مواقع التواصل الاجتماعى
خلال السنوات الماضية، شكل الإعلام بفروعه التقليدية، ثنائى قوى مع مواقع التواصل الاجتماعى والمنصات المستحدثة، ليساهم الإعلام الجديد الذى يمزج بين السوشيال ميديا والإعلام المرئي والمقروء والمسموع في تصحيح العديد من المسارات الهامة لدى الشعب المصرى، حيث كان الاعلام الحقيقى والاجتماعى، واحدا من أهم أدوات الشعب في محاربة جماعة الإخوان الإرهابية، في الفترة التى تولى فيها محمد مرسى حكم مصر، ففي الوقت الذى حاولت فيه قيادات الإخوان الإرهابية تكميم الأفواه، ومنع أي شخص من الحديث بشكل يعارض رأيهم، كانت السوشيال ميديا هى المتنفس الوحيد، ووسيلة من أساليب الثورة، وأحد الطرق التي أدت إلى قيام ثورة 30 يونيه عام 2013، التي تمكن من إستعادة مصر من أيدى الجماعة الإرهابية، وعودتها للمصريين مرة أخرى.
جماعة الإخوان الإرهابية وقنواتهم فى تركيا قطر، حاولوا تطويع مواقع التواصل الاجتماعى بإعتبارها الوسائل التي أصبحت أكثر انتشارها في هذه اللحظة، لصالح أهدافهم وأفكارهم الهدامة، وإسقاط الدولة المصرية، واستهداف شبابها، وجنودها البواسل من الجيش والشرطة، إلا أن كافة هذه المحاولات باءت جميعا بالفشل منذ 2013 وحتى هذه اللحظة، حيث اعتمدوا على الفبركة والتزوير والتزييف واختلاق الوقائع واللجوء لمحتوى قديم، لمجرد قلب الحقائق وزعزعة الاستقرار ولكنهم فشلوا.