يبدوا أن المعارك التي تشهدها الأراضي الإثيوبية بين الجيش وقوات إقليم تيجراي في طريقها للاتساع وسط استمرار لتدفق اللاجئين للأراضى السودانية، وفى ظل تحذيرات دولية متتالية من دخول البلد الأفريقى فى حرب أهلية طويلة قد تمتد لسنوات.
وصباح الخميس، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد أن الجيش سيبدأ "المرحلة الأخيرة" من الهجوم على إقليم تيجراي شمال البلاد، وذلك بعد انتهاء المهلة النهائية التي منحتها الحكومة لقوات الإقليم للاستسلام.
وكتب آبى أحمد فى تغريدة "انقضت الآن مهلة الاثنين وسبعين ساعة الممنوحة للجبهة الشعبية لتحرير تيجراي للاستسلام سلميا ووصلت حملتنا لفرض القانون إلى مرحلتها الأخيرة" مضيفا أن آلافا من المقاتلين استسلموا بالفعل.
الصراع الإثيوبي تناولته وسائل إعلام عالمية بحالة من القلق، حيث قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، إن تصريح آبى أحمد السابق بأن نهاية الحرب فى تيجراى "ستكون قريبة"، لا يعبر عن الحقائق الموجودة على الرض، فكل المؤشرات تشير إلى عكس ذلك.
وأشارت الصحيفة الفرنسية، إلى أنه بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء هجوم الجيش الاتحادى على السلطات في هذه المنطقة الشمالية المتمردة، تتواصل الاشتباكات في وديان تيجراى، دون وجود أى شاهد عيان لوصفهم أو التحقق منهم ، حيث تم منع الصحفيين والمراقبين من دخول المنطقة وقطعت الاتصالات.
وتحدثت ليبراسيون عن حصيلة ربما تكون صادمة لتلك المعركة، مؤكدة أن الأرقام المعلنة لا تعبر عن الواقع ، حيث باتت مناطق القتال معزولة تماماً وبلا اتصالات أو تغطية إعلامية علي الصعيدين المحلي والدولي، ما يعني أن المجتمع الدولي يمكن أن يفاجئ بأرقام مهولة من القتلى والمصابين.
وفى وقت سابق، كتب أبي أحمد في بيان لقادة جبهة تحرير شعب تيجراي ، الحزب القوي، "الطريق إلى تدميركم يقترب من نهايته ونطلب منكم الاستسلام خلال 72 ساعة القادمة، أنتم في نقطة اللاعودة اغتنموا هذه الفرصة الأخيرة ".
ووفقاً للصحيفة، على عكس ما يزعمه أبي أحمد ، فإن الصراع على المستوى العسكري لن يكون له بالتأكيد نهاية سريعة، فتمتلك جبهة تحرير تيجراي، التي كانت رأس الحربة في الكفاح المسلح ضد نظام مينجيستو الذي أطيح به في عام 1991، العديد من المقاتلين المخضرمين (حوالي 250 ألف رجل، وفقًا لتقديرات مجموعة الأزمات الدولية) وشكلت العمود الفقري للجيش حتى وصول أبي أحمد إلى السلطة، ومع الدعم الشعبي الواسع في المنطقة وخبرته في حرب العصابات ، أصبح الحزب قادرًا على الصمود في أديس أبابا لأسابيع أو حتى أشهر ، وفقًا للمتخصصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة