كشفت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، إنه بالنسبة لعشاق كرة القدم، فإن الفريق الفائز بكأس العالم في إنجلترا عام 1966 قد اكتسب مكانة أسطورية تقريبًا، لكن العديد من الفريق ارتبطوا بإصابتهم بمرض الزهايمر.
وقالت الصحيفة، تم الكشف هذا الأسبوع عن إصابة السير بوبي تشارلتون، 83 عامًا، والذى أصبح خامس عضو في الفريق الفائز بكأس العالم في إنجلترا عام 1966يتم تشخيصه بالزهايمر، في حين توفي كل من نوبي ستيلز، ومارتن بيترز، وراي ويلسون، وجاك تشارلتون، بالمرض.
وقالت الصحيفة، يبدو أن هذا أكثر من مجرد مصادفة: وجدت دراسة أجرتها جامعة جلاسكو العام الماضي أن لاعبي كرة القدم المحترفين السابقين أكثر عرضة بـ3 أضعاف للوفاة من الزهايمر من غيرهم في نفس العمر.
وأوضحت الصحيفة، إن هذه العملية الدقيقة غير واضحة، ولكن يُعتقد أن الإصابات الصغيرة المتكررة للدماغ أو "الارتجاجات الصغيرة" عندما يقوم اللاعب بضرب الكرة أو يصدمها براسه هي المسئولة، موضحة أنه بالعودة إلى الستينيات، كانت الكرة مصنوعة من جلد صلب سميك جدًا، ولكن حاليا، أصبحت الكرة أخف وزنا بكثير، يمكن أن تؤدي الضربات المتكررة إلى تدهور أنسجة المخ، مما يؤدي إلى إنتاج "بروتين تاو"، وهو شكل من البروتين المرتبط بالزهايمر.
اقترحت دراسة نُشرت في مجلة Neurotrauma ، في يناير، أن هذا التراكم يمكن أن يبدأ في غضون يوم واحد وفي مناطق من الدماغ غير مكان الإصابة.
سبب اصابة لاعبى كرة القدم بالزهايمر
بعض الخبراء، مثل الدكتور بينيت أومالو، أستاذ مشارك في علم الأمراض الطبي بجامعة كاليفورنيا، والذي كان أول من اكتشف إصابات الدماغ المزمنة لدى لاعبي كرة القدم الأمريكيين، يريدون الآن منع اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا من استخدام الكرات الرأسية.
وأضاف، أنه في كل مرة يوجه فيها الطفل الكرة إلى الشبكة برأسه، يمكن أن يتسبب ذلك في إصابات مجهرية " صغيرة" بالدماغ.
يرى الدكتور أومالو، أن هذه الإصابات الدقيقة مهمة بشكل خاص لأن الدماغ غير قادر على التجدد إلى حد كبير.
وأوضحت الصحيفة، إنه من المؤكد أن هناك الآن قلقًا كبيرا من ظهور قواعد جديدة تحظر على الأطفال دون سن 11 عامًا التوجه إلى الدورات التدريبية ولكن "النصيحة هي أنه يجب تقليل التدريبات الرأسية لمن هم دون سن 18عاما"
اعضاء الفريق الذين اصضيبوا بالخرف
وأشارت الصحيفة، إلى أنه ليس لاعبي كرة القدم فقط هم من قد يتعرضون للخطر، حيث تشير الأبحاث إلى أنه حتى إصابات الرأس البسيطة، مثل السقوط يمكن أن تكون مشكلة، ولكن لا يتم التعامل معها بجدية كما ينبغي.
يعتبر الارتجاج حاليًا الذي يتميز بالصداع، والدوخة، والقيء، والغثيان، والارتباك، وتداخل الكلام، واضطراب الرؤية بعد ضربة أو إصابة في الرأس حالة خفيفة مؤقتة نسبيًا، لكن الأبحاث التي أجراها علماء كنديون تظهر أن الارتجاج قد يكون أكثر خطورة وبعيد المدى مما كان يعتقد سابقًا.
الاصابة بالزهايمر
باستخدام عمليات المسح، اكتشف العلماء أن نشاط الدماغ وتدفق الدم وحتى الأضرار الجسدية التي لحقت بهيكل الدماغ بعد إصابة في الرأس لا تزال موجودة بعد 12 شهرًا، حسبما ذكرت مجلة Neurology .
أشارت دراسة في مطبعة الأكاديميات الوطنية، في عام 2014، إلى أن 20 % من مرضى الارتجاج وجدوا أن الأعراض استمرت لأشهر أو حتى سنوات.
وأكدت الصحيفة، أن لاعب كرة القدم المحترف دانيال بارسلو، الذي أُجبر على التقاعد من اللعبة التي أحبها بعد أن ضرب رأسه في ذراع لاعب آخر خلال مباراة قبل 18 شهرًا، وقد بدأ دانيال، 35 عامًا، في إظهار أعراض ارتجاج في المخ في غضون دقائق من الاصطدام، يتذكر دانيال، الذي لعب لنادي يورك سيتي لكرة القدم: "لم أستطع الرؤية، ثم شعرت بالدوار وعدم الاستقرار على قدمي"، لا يزال يعاني من الأعراض واضطر إلى التخلي عن المهنة التي كان يعتز بها لمدة 17 عامًا.
قال الدكتور أوليفر تشارلز كوكريل، استشاري طب الأعصاب في عيادة لندن، إن الارتجاج يحدث عندما يهتز الدماغ الذي يشبه الهلام، مما يؤدي إلى إطلاق ناقلات عصبية (مواد كيميائية ترسل رسائل بين خلايا الدماغ)، والتي يعتقد أنها قد تنتج مع التورم العابر ضررا طويل الأمد.
النصيحة الطبية القياسية هي الراحة للسماح "للدماغ بالشفاء"، ومع ذلك، يقول الدكتور كوكريل: "الراحة لا تساعد أبدًا ويمكن أن تؤدي إلى نتائج عكسية، هذا لأن جزءًا كبيرًا من إصابة الرأس الطفيفة هو خلل وظيفي، مما يعني تأثر أجزاء الدماغ التي تتحكم في ضغط الدم، والتدفق، والتنفس، موضحا أن الراحة تجعل هذا الأمر أسوأ، وعادة ما تكون العودة إلى الأنشطة الخفيفة خيارًا أفضل بكثير.
قال مايك لوسيمور، أستاذ الطب الرياضي والتمارين الرياضية في جامعة كوليدج لندن، إن 99 % من الارتجاج لا يسبب أي مشاكل إذا تم علاجه بشكل صحيح.
وأضاف" يجب تقديم نصائح محددة للمرضى اعتمادًا على أعراض الارتجاج، وذلك لأن المرضى قد يحتاجون إلى تدخلات مختلفة، من الأدوية إلى العلاج الطبيعي المتخصص.
وأوضح، إن الأشخاص الذين يعانون من أعراض مزمنة بعد الارتجاج عادةً ما يعانون من الصداع النصفي التالي للصدمة، موضحا أن هذا يمكن أن يسبب أيضًا الدوار ومشاكل مثل الاكتئاب والقلق."
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة