رغم اندثار عدد من الحرف والمهن، إلا أن هناك من يتمسك بصنعته ومهنته التي تربى عليها وعاش من عمله بها وربى أبنائه ،ومن تلك المهن التي اندثرت مهنة المنجد " ،حيث التقينا بالمعلم نصر محمد أحمد نصر من أرض الفدان مدينة أبو كبير، والذى يعمل بمهنة التنجيد لأكثر من 68 سنة تعلم المهنة، على يد والده وجده ومارسها بعد وفاتهم، وهذا جعله لا يتخيل نفسه فى أى صنعة بخلاف المنجد.
وأكد نصر "تعلمت مهنة التنجيد منذ نعومة أظافري لأنها كانت مهنة والدى وجدى فأنا وارث مهنة التنجيد أبا عن جد"، مضيفا كنت صغير وأخرج مع والدى إلى القرى المجاورة لتنجيد فرش العرائس والمنازل ،وكنت أشعر بالفرحة والسرور واستيقظ مبكرا حتى لا يتركنى والدى ويذهب لعمله.
ويستكمل بعد ما كبرت كنت استقل دراجتي فى التحرك مع والدي للذهاب إلى أماكن عملنا مضيفا أتذكر أني بدأت بعمل مساند محشوة بقش الأرز وكان الفلاحين يستعملوهم في مجالسهم لضيق الحال وعدم قدرتهم على شراء القطن وقت ذلك.
المنجد أثناء بالمهنة
واضاف انا فضلت اتعلم الصنعة من والدى منذ نعومة أظافري وحتى 20 سنة وأنا مكسوف اروح مكان بدون والدى احتراما له وبعد إلحاح منه وافقت واشتغلت أول مرة بدونه فى قرية قراجة التابعة لمركز كفر صقر وعملت جهاز عروسة كامل وانتهيت من عمله خلال يوم واحد، رغم أنه يستغرق 3 أيام على الأقل.
وأشار المنجد إلى أن أيام زمان كانت جميلة وتختلف تماما عن هذه الأيام كنت أذهب الى العمل فى أي قرية أجد جميع أهالي القرية متضامنون مع أهل العروسة ومنهم من يقوم بطهى الطعام، وآخر يأتى بالشاى وآخر بالسجائر هذا بخلاف الأفراح المنصوبة والزغاريد التى تعم القرية وكنت أرى الجميع يتسابق فى تقديم التهانى.
وأوضح المنجد أنه كان يتعب جدا فى عمله ليأكل رزقه بالحلال مضيفا أنه ذات مرة فى فصل الشتاء كان يعمل بقرية على حدود مركز فاقوس تبعد عن سكنه لأكثر من 20 كيلو وبعد أن انتهى من عمله خرج عائدا لمنزله فهطلت الأمطار وكان الطريق ترابيا وتحول لطين ووحل واستحالت حركته وهو على دراجته فحمل العجلة وترجل حتى وصل منزله ولم ارتاح في بيتي لأكثر من ساعتين وخرجت لعملي مرة أخرى ، موضحا أنه كان يصنع اللحاق بمبلغ 25 قرشا والمرتبة ب20 قرشا والمخدة ب10 قروش والخدادية بـ5 قروش وكانت تكلفة مصناعية فرش العروسة بـ2 جنيه فقط .
المنجد أثناء عمله
وأسرد قائلا: الحمد لله انضم إلى أولادي أحمد وأسامة وبدأت أطور الصنعة وأتماشى مع التكنولوجيا لتوقف عمل المراتب القطن والألحفة وبدأت فى عمل مصنع قطن من مخلفات الأقمشة وواجهت صعوبات بالغة والحمد لله نجحت بوقوف أبنائى معى وبدأت فى تطوير المصنع وأصبحت أصنع مراتب سفنج بجميع أنواعها والحفة ومخدات فايبر.
وأشار إلى أن زمان رغم ضيق الرزق وقلة الإمكانيات كانت البركة تملأ المنازل وكانت المبادئ والأخلاق الحميدة متغلبة على الجميع وكنا نحترم القدوة والمعلم سواء فى العلم أو الصنعة.
ووجه نصر المنجد رسالة للشباب أن يتحركوا ويحددوا هدفهم ويسعوا لتحقيقه قائلا: لابد للشباب من الخروج من بوتقة الحكومة والسعي لوظائف الحكومة وضرورة الاعتماد على أنفسهم والبدء فردي أي عمل يتاح للشاب حتى يوفر على الأقل مأكله ومشربه لحين إيجاد فرص عمل تناسب مؤهله
ناصر المنجد
نصر المنجد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة