نابليون بونابرت قائد عسكرى وسياسى فرنسى إيطالي الأصل، بزغ نجمه خلال أحداث الثورة الفرنسية، وقاد عدة حملات عسكرية ناجحة ضد أعداء فرنسا خِلال حروبها الثورية، إلى أن جاء ديسمبر 1813م، حيث كانت أوروبا متحفزة للوثوب عليه، وبالفعل انتصروا عليه وتم نفيه إلى جزيرة ألبا، وفى مثل هذا اليوم من عام 1815، استطاع أن يهرب، ما هي القصة الكاملة؟، وهذا ما نعرفه عبر السطور المقبلة.
البداية كانت عندما عاد نابليون إلى باريس في منتصف ليلة الثامن من ديسمبر 1813م، كما ذكر كتاب "كلمات نابليون" للباحث إبراهيم رمزى، وكان يعلم أن أوروبا كلها متحفزة للوثوب عليه، فسرعان ما جمع حوله جيشًا يربو على 350 ألفا من الرجال في أربعة شهور، ثم نشأت حروب اشتركت فيها أوروبا ضده، ووسط القتال خانه عشرة آلاف من السكسونيين فتركوا مواقعهم وانضموا إلى أعدائه، وبذلك انقطع خط السير الذى رسمه نابليون في 18 أكتوبر فضاع النصر على الإمبراطور.
غلاف كتاب كلمات نابليون
ثم عزمت الدول على غزو فرنسا فساروا بجيوشهم نحو باريس، وكان ولنجتون القائد الإنجليزى في الجنوب، فجمع نابليون كل ما كان لديه من قوة وذكاء واستعداد فطرى، فكان مجموع ما جمعه من العساكر لا يزيد عن 200 ألف رجل، وكان قد خان عهده كثير من ضباطه، حتى نسيبه مورات، تقدم جيش أوروبا المتحالف نحو باريس فخرج إليهم نابليون يقاتلهم فانتصر عليهم في عدة وقائع كادت تقضى على آمال أوروبا جميعًا، واستمر كذلك شهرين كاملين تزداد القلوب فيها وجلاً من الاندحار حتى غلط نابليون غلطة كانت القاضية، وذلك انه أراد أن يهاجم مؤخرًا جيوش أوروبا ففعل، وكان قصده من ذلك أن ينزل الرعب في قلوبهم، ولكنهم اسرعوا إلى الأمام فدخلوا باريس من غير تعب، وكان تسليمها على يد القائد مارمونت.
نفى نابليون إلى جزيرة ألبا
وجاء فى كتاب "كلمات نابليون"، دخل البراطرة عاصمة نابليون يمشون فيها ريحة وجيئة، وكان نابليون بعيدًا عنها، فلما وصلها ذهب من فوره إلى فونتينيلو، وبعد ذلك بيومين أصدر مجلس الشيوخ قرارًا بعزل نابليون، ليغادر إلى فريجوس، ومنها نقلته مركب إنجليزية إلى جزيرة ألبا الواقعة في البحر الأبيض المتوسط في مياه إيطاليا العليا بالقرب من شواطئ تاسقونيا.
قضى نابليون في جزيرة ألبا حوالى 10 أشهر، وكان حوله بعض عساكره الأقدمين، وكان يصل إلى هؤلاء من أقاربهم في فرنسا ما ينبئهم بقرب اليوم المنشود، فكانوا يبلغون ذلك إلى نابليون، فاشتد تفكر نابليون بهذا الأمر وأخذ يدبر للأمر عدته.
جزيرة ألبا
مؤتمر فينا فى سنتى 1814 ـ 1815
ويوضح كتاب "كلمات نابليون"، أنه بعد نفى نابليون إلى ألبا أرسلت الدول مندبيها إلى مدينة قينا لحضور مؤتمر ينظر في طريقة إعادة الأمن والنظام إلى نصابهما في أوروبا، فقضوا لذلك أشهر الشتاء لم يفعلوا شيئا، بل المروى عنهم انهم كانوا يقضون الليل في الرقص مع الحسان ومعاقرة بنت الحان ثم إذا جاء الصبح ذهبوا إلى حيث يتكلمون، وظلموا كذلك حتى جاءهم نبأ بأن نابليون قد عاد إلى فرنسا، فصرخوا في المكان صرخة مدهشة كادت توقع جدران ذلك المكان.
عودة نابليون إلى باريس 1815
ركب نابليون زورقًا قام به من جزيرة ألبا إلى ناحية بجوار بلدة "كان" على الشاطئ وكان معه من رجاله الأقدمين 600 رجل وانضم إليهم 400 من أهل بولنده وكورسيكا، فلما بلغ مدينة جرينوبل انضم إليه 700 من جنود لويس الثامن عشر، وكان هذا الملك قد سمع بهروب نابليون فأرسل إليه المارشال "ناى" أحد قواد نابليون المشهورين، ذهب المارشال لملاقاة نابليون وأسره في قفص من الحديد كما وعد بذلك الحكومة الفرنسية، ولكنه إذ رأى وجه سيده المحبوب ورأى الجيش الذى معه يضطرب ويهز أجزاء السماء بدعائه "يحيا الإمبراطور" لم يسعه إلا أن يردد الدعاء مع الجنود.
وصل نابليون إلى قصر التوليرى، فصعد غرفة المطالعة، وهناك اخذ يباشر الأعمال كعادته كأنما كان في فسحة قصيرة ثم عاد إلى العمل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة