بيشوى رمزى

"كورونا" ينتصر لترامب

الأربعاء، 18 مارس 2020 10:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الوقت الذى تجتاح فيه حالة من الهلع كافة أرجاء العالم، نتيجة التفشى الكبير لفيروس كورونا، يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يكون المنتصر الوحيد في العالم، في ظل الأزمة الراهنة، عبر سياسات متزامنة، سواء فى الداخل أو الخارج، وذلك بالرغم من قلق المواطن الأمريكي والحديث المتواتر عن زيادة كبيرة في أعداد المصابين بالفيروس، خاصة في نيويورك وعدة مدن وولايات أمريكية أخرى.

بالطبع سيكون "كورونا" محورا رئيسيا للحديث خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة في نوفمبر المقبل، وبالتالي تبقى إجراءات الإدارة الحالية لمواجهة الفيروس أحد أهم الاختبارات التي يواجهها ترامب، منذ بداية حقبة، إن لم يكن هو الاختبار الأهم والحاسم، في الانتخابات التي يراها غالبية المحللون والمتابعون بأنها ستكون الأشرس في تاريخ الولايات المتحدة، على خلفية حالة الصراع التي هيمنت على أروقة السياسة الأمريكية خلال حقبة ترامب الأولى، والتي حقق فيها البيت الأبيض انتصارات كبيرة على خصومه الديمقراطيين.

إلا أن انتصارات ترامب المتتالية ربما ليست كافية لحسم مسألة الحصول على فترة جديدة داخل البيت الأبيض، إذا لم ينجح الرئيس وإداراته في احتواء أزمة كورونا، والحد من تأثيرها على المواطن الأمريكي في المرحلة المقبلة، خاصة مع إدراكه التام للمحاولات التي يتبناها خصومه الديمقراطيين لاصطياد الأخطاء قبل المعترك الانتخابى.

ولكن يبقى رهان ترامب ليس قاصرا على مسألة مواجهة الفيروس، واحتواء تداعياته على الداخل الأمريكي، وإنما يسعى في الوقت نفسه نحو تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية، سواء على الصعيد الدولى، أو في الداخل الأمريكي، وهو الأمر الذى يبدو واضحا في قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير بتقليل أسعار الفائدة إلى نسبة تقترب من الـ0%، بسبب الفيروس والمخاوف الكبيرة المرتبطة بالركود المحتمل جراء انتشاره.

فلو نظرنا إلى قرار تخفيض سعر الفائدة الأمريكي، نجد أنه يمثل استجابة للعديد من النداءات التي أطلقها ترامب، منذ أكثر من عام، وذلك بالتزامن احتداد وتيرة الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، حيث يرى ترامب أن تقليل سعر الفائدة، والذى سيؤدى بدوره إى خفض قيمة الدولار، سوف يفتح الباب أمام مكاسب كبيرة للولايات المتحدة في إطار صراعها الاقتصادي مع الصين، في ظل الجهود التي تبذلها الإدارة الأمريكية لاستعادة مجدها التجارى، بعدما خطفت الصين البساط منها لسنوات طويلة.

قرار تقليل سعر الفائدة، يمثل فرصة جيدة للصادرات الأمريكية لاقتحام الأسواق الأخرى، بالإضافة إلى رواجها بالداخل الأمريكي، على حساب منتجات الدول الأخرى. وهنا يمكننا القول بأن "كورونا" يمثل انتصارا مهما لترامب، رغم المخاوف الكبيرة، المرتبطة بانتشاره سواء في أمريكا أو العالم، على الرغم من كونه يشكل اختبارا صعبا للإدارة الأمريكية حول النهج الذى تتبناه في التعامل مع في المستقبل

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة