تنتشر الطرق الصوفية فى كل العالم الإسلامي، لكل طريقة فنونها وحياتها فى التعبير، لكن ما يجمع بين معظمها هو وجود الكرامات لشيوخها ومؤسسيها، هذه الكرامات يقرها البعض وينكرها البعض، لأن معظمها غريب ولا يتسق مع الذات الإنسانية.
من ذلك ما هو منسوب إلى الجيل الأول من الصحابة الكرام فنجد كتبا تذهب إلى أن الملائكة كانت تسلم على عمران بن الحصين، وكان سليمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة وسبح ما فيها، وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما طرف السوط فلما افترقا اقترق الضوء معهما رواه البخاري وغيره.
وخرجت أم أيمن مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فاذا دلو برشاء أبيض معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها.
وسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرَ الأسدَ أنه رسولُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فمشى معه الأسد حتى أوصله إلى مقصده.
على الخواص أهل الخطوة "فلاش"
يذكر الشيخ "عبد الوهاب الشعرانى" فى كتابه "لواقح الأنوار فى طبقات الأخيار" قصصًا عن كرامات أستاذه "على الخواص" فيقول "كان لا يراه أحد قط يصلى الظهر في جماعة ولا غيرها، بل كان يرد باب حانوته وقت الآذان فيغيب ساعة ثم يخرج، فصادفوه في الجامع الأبيض في فلسطين، في صلاة الظهر، وأخبر الخادم في الجامع أنه دائمًا يصلي الظهر عندهم، وهذا يعني أنه كان من "أهل الخطوة" الذين تطوى لهم الأرض ليذهبوا أينما أرادوا".
وهذه الشخصية تذكرنا بشخصية "فلاش" وهو أسرع رجل فى العالم ولديه القدرة على الركض والتنقل بسرعة والكبيرة وردود فعل فوق طاقة البشر فهو يتحدى جميع قوانين الفيزياء كالسفر عبر الزمن فى معظم أفلامه ويعتمد على سرعة فى محاربة الأشرار.
كرامات أحمد البدوي سوبر مان
امتلأت كتب الصوفية بالعديد من الكرامات المنسوبة لأحمد البدوي، ومن أشهر الكرامات المنسوبة للبدوي، أنه كان ينقذ الأسرى المسلمين من أيدي الصليبيين أيام الحملات الصليبية على مصر، وظل اعتقاد شائع بين الناس أن البدوي ظل ينقذ الأسرى بعد مماته إلى عصر متأخر، حتى أنه انتشرت مقولة بين العامة - ومازل الناس يتداولونها حتى الآن- هي: الله الله يا بدوي، جاب اليسرى، أي أن البدوي جلاب الأسرى، وأنه لم يكف عن ذلك إلا بطلب من «محمد سعد الدين باشا» الذي كان مديراً لمديرية الغربية في أواخر عهد الدولة العثمانية.
تذكرنا هذه الشخصية بـ سوبر مان رجل الكرتون الذى يلقب بالرجل الفلاذى، وهو أكثر الأشخاص قوة فى العالم يستخدم قوته لمحاربة الأشرار القادمين من جميع العوالم.
أبو مسلم الخولانى "تلجاوي"
أما ما جرى لأبى مسلم الخولاني فغريب فقد مشى هو ومن معه من العسكر على ماء نهر دجلة، ثم التفت إلى أصحابه فقال: هل تفقدون من متاعكم شيئا حتى أدعوا الله فيه، فقال بعضهم: فقدت مخلاة فقال: اتبعني فاتبعه فوجدوها قد تعلقت بشىء فأخذوها، وطلبه الأسود العنسي الذي ادعى النبوة فقال له: أشهد أني رسول الله فقال: ما أسمع، فأمر بنار فألقي فيها فوجده قائما يصلي وقد صارت بردا وسلاما.
ويذكرنا ذلك بشخصية "تلجاوي" فى فيلم الخارقون، وهو يحول الماء إلى ثلج ويسير عليه.
أحمد الرفاعي الساحر أوز
تقول القصص أن فى زمن أحمد الرفاعي وضعت امرأة بنتا لها حدباء، فلما كبرت وآن وقت مشيها إذا بها عرجاء، ثم سقط شعر رأسها لعاهة، ففي يوم من الأيام حضر أحمد الرفاعي محلة الحدادية حيث البنت فاستقبله أهلها والعرجاء فاطمة بين الناس وبنات الحدادية يستهزئن بها، فلما أقبلت قالت للسيد أحمد رضي الله عنه: أي سيدي أنت شيخي وشيخ والدتي وذخري أشكو اليك ما أنا فيه لعل الله ببركة ولايتك وقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعافيني مما أنا فيه فقد زهقت (تعبت) روحي من استهزاء بنات الحدادية.
فأخذته الشفقة عليها وبكى رحمة لحالها ثم ناداها: ادني مني فدنت منه ووضع شيئا من ردائه عليها ومسح بيده المباركة على رأسها وظهرها ورجليها فنبت بإذن الله شعرها وذهب احدابها وتقومت رجلاها وحسن حالها.
وهو ما يذكر بشخصية الساحر أوز الذى قام بعلاج القدم المعابة لطفلة صغيرة.
كرامات إبراهيم الدسوقى
ومن الكرامات المنسوبة للدسوقي أن تمساح النيل -كان منتشرا في نهر النيل بمصر في ذلك الوقت- قد خطف صبيا من على شاطئ دسوق، فأتت أمه مذعورة إلى الدسوقي تستنجد به، فأرسل نقيبه فنادى بشاطئ النيل: "معشر التماسيح، من ابتلع صبياً فليطلع به"، فطلع ومشى معه إلى الشيخ -الدسوقي-، فأمره أن يلفظ الصبي فلفظه حيا في وجود الناس، وقال للتمساح: مت؛ فمات في حينها.
وهذه القوة الخارقة تذكرنا بفيلم شهير للنجم الهندي أميتاب بتشان اسمه التجاري "لقاء الجبابرة" يدخل فيه الممثل الهندي وهو يحمل على كتفه تمساحا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة