باقى من الزمن 15 يوما على حلول شهر رمضان الكريم، الذى يصاحبه العديد من الأمسيات الدينية والإيمانية، ونظرًا لذلك لا يفوتنا تقديم قصص للأطفال بمناسبة الشهر الكريم، ولذا سوف نستعرض معهم "قصص الأنبياء المصور" الصادرة عن مركز الشرق للنشر والتوزيع، رسوم ياسر سقراط، إعداد صابر توفيق.
وسنبدأ بقصة آدم، عليه السلام هو أو البشر خلقه الله سبحانه وتعالى بيديه من طين وأمر الملائكه بالسجود له، فسجدوا جميعا إلا أبليس الذى كان من الجن، فتكبر وعصى ربه ولم يسجد لآدم، وهو يقول" أنا مخلوق من نار، وهو مخلوق من طين، فأنا أفضل منه".
وأصر إبليس على عصيان ربه، فلعنه الله وطرده من رحمته، عند ذلك قرر إبليس أن ينتقم من آدم وذريته، وأن يوسوس إليهم ويغويهم حتى يعصوا الله، فيصبح مصيرهم مثل مصيره لكنه لن يستطيع أن يغوى عباد الله المخلصين.
علم الله تعالى آدم جميع الأسماء، وخلق له زوجته حواء، وأمرهما بالعيش فى الجنة وأن ينعمان بكل ما فيها إلا شجرة واحدة حرمها عليهما، وأمرهما بألا يقرباها أو يأكلا منها، وجاء إبليس ليغوى آدم وزوجته ويدعوهما إلى أن يأكلا من الشجرة التى حرمها الله عليهما ، وأقسم لهما أنهما إن أكلا منها فسيصبحان من الملائكة وسيعيشان دائما دون موت.
وظل إبليس فى وسوسته حتى وقغ آدم وزوجته فى معصية الله، وأكلا من الشجرة التى حرمها عليهما بعد أن نسيا أن إبليس هو الشيطان الذى حذرهما الله منه لأنه عدو لهما، وأدرك آدم وحواء أنهما قد عصيا الله، فأسرعا بالتوبة والاستغفار إليه.
وبعد نادمهما قبل الله توبتهما وأمرهما بالهبوط ليعيشا على الأرض، وتكون لهما ذرية، وحملت حواء ثم ولدت توأما من ذكر وأنثى، فأطلق أدم على الوالد "قابيل"، وعلى البنت :"إقليميا" ثم حملت حواء مرة أخرى، ووضعت توأم ذكرا وأنثى فسمى آدم الذكر هابيل والأنثى لبودا.
كبر أبناء آدم، حيث كانت إقليميا جميلة الشكل أما لبودا فقد كانت غير جميلة، عمل قابيل فى زراعة الأرض، أما هابيل فعمل فى رعى الماشية بالحقول، وكانت شريعة آدم عليه السلام ألا يتزوج الأخ من شقيقته التى ولدت معه، وقال آدم يتزوج قابيل من لبودا وهابيل من إقليميا.
فرح الجيمع ما عدا قابيل الذى أخذ الشيطان يوسوس إليه، كيف تتزوج أنت من الفتاة القبيحة وتتزوج هابيل من الفتاة الجميلة التى تحبها وولدت معك، وطلب قابيل من والده أن يزوجه من إقليميا، لكن آدم رفض ذلك لأنه يخالف الشريعة، ثم قال آدم على كل منكما أنت وأخيك أن تقدما قربانين إلى الله ومن يتقبل لله قربانه منكما يتزوج من إقليميا.
واختار هابيل أفضل غنمه وأسمنها وقدمها قربانا لله، فى حين قدم هابيل قربانه زرعا جافاً رديئاً، فتقبل الله قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، فأصبح هابيل هو الذى على حق وله أن يتزوج من إقليميا الجميلة.
غضب قابيل غضبا شديداً وقد شعر بالحقد تجاه أخيه، وأخذ يستمع لوساس الشيطان حتى قال لأخيه هابيل، سوف أقتلك، وبرغم أن هابيل كل الأقوى إلا أنه كان مؤمنا بالله راضيا بقضاء الله وقدره، فقال لأخيه قابيل إنما يتقبل الله من المتقى، وإذا ممدت يدك ناحيتى لتقتلنى فلن أمد إليك يدى لأقتلك لأنىى أخاف الله رب العالمين، ووقتها ستتحمل ذنوبى مع ذنوبك فتكون من أصحاب النار.
وزادت وساوس الشيطان لقابيل، فأخذ يخطط لقتل أخيه هابيل، ثم رآه وهو يرعى غنمه، فاقترب منه وأمسك حجراً وضربه على رأسه فقتله، وكانت هذه أول حادثة قتل على الأرض، ووقف قابيل أمام جسد أخيه هابيل الذى أصبح لا يتحرك، وأخذ يفكر ماذا يفعل به حتى لا يراه أبوه وويعرف بما حدث.
فبعث الله غرابين يقتتلان فقتل أحدهما الآخر، وأخذ الغراب يحفر على الأرض ثم وضع الغراب المقتول فى الحفرة، وووضع عليه التراب، فتأكد قابيل أن الله هو الذى أرسل له الغراب ليعلمه كيف يدفن أخاه، فأخذ يقول "ياويلتى أعجزت أن اكون مثل الغراب فأوارى سوءه أخى فاصبح من النادمين".
وهرب قابيل بعيدا عن أبيه، أما آدم فقد حزن حزنا شديداً لفقد ولده الصالح هابيل، ثم رزق الله نبيه آدم بولد صالح اسمه شيث وظل آدم عليه السلام حتى توفاه الله فى يوم جمعة.