مصائب بالجملة وسلبيات عديدة خلفتها أزمة توقف النشاط الكروى حول العالم ، إزاء تفشي فيروس كورونا ، والذى على ما يبدو رغم كم الكوراث التى ألحقها بعالم الساحرة المستديرة ، لكنه لفت أنظارنا إلى أشياء كثيرة تحتاج الصلاح والإصلاح من أخطاء الماضى و الحاضر القريب.
أمور كثيرة فى دنيا كرة القدم حتم كورونا علينا أن ننظر إليها بشكل أكثر عقلانية ، ما يترتب عليه إعادة النظر فى بعض الأوضاع التى بدت لنا فى الكرة المصرية غير منطقية أو سوية فى مفاهيمها.
مثلا .. لابد من إعادة النظر فى فكرة الراتب السنوى الذى يتقاضاه اللاعبين وأن يتم ذلك دون مغالاة غير مبررة عبر مجموعة من التقييمات الصحيحة لكل لاعب بناء عليه يٌحدد ما يتقاضاه من مبالغ مالية ، وأهم هذه التقييمات المعدل العمرى والمثل القريب هنا أحمد فتحى لاعب الأهلى الذى وصل لسن 35 عاما ورفض عرض ناديه بالحصول على 12 مليون جنيه فى الموسم الواحد!.. ماذا سيقدم فتحى هو أو غيره من مثل سنه ما يوازى هذا الرقم المبالغ فيه بشدة ولا يتطابق بأى حال من الأحوال مع المنطق؟.
وهناك أيضا أمر بالغ الخطورة يتمثل في تكنيز اللاعبين دون الاستفادة منهم ما يمثل اهدار للمال العام والأمثلة هنا لا حصر لها في الاندية المصرية فهناك مئات اللاعبين لا يلعبون أو يفيدون أنديتهم و لكنهم يحصلون علي الملايين .. والمثل الحديث في زمن كورونا يتجسد في تعاقد نادي بيراميدز مع شريف إكرامي والذي مع كامل الاحترام له ماذا سيفعل في بيراميدز مع وجود حراس مفترض انهم كبار مثل أحمد الشناوي والمهدي سليمان .
إذا كان الشئ بالشئ يذكر، ومع كثرة الحديث عن ضرورة تخفيض عقود اللاعبين بشكل عام فى الوقت الحالى لحين تجاوز الأزمة وعودة النشاط ، ربما يكون الأمر منصفا فى ظل الخسائر الكبيرة التى تتكبدها الأندية جراء توقف النشاط وفقدان مصادر الدخل الأساسية التى تساعد على صرف مستحقات اللاعبين ، ولكن الأهم أن يتم ذلك لو حدث فعليا ، بانصاف أكير !.
تخفيض العقود لابد أن يطبق على طريقة النسبة والتناسب يعنى مثلا لاعب يحصل على 10 ملايين وأخر على مليون لا يجب أن يتم المساواة بينهم تماما فى مسألة التخفيض التى من الضرورى الا تكون ثابتة أو موحدة على الجميع منعا للظلم فى ظل تفاوت المرتبات الكبير بين الأندية بل وداخل النادى الواحد.
كورونا أجبرنا على ضرورة النظر بعين الاعتبار لفكرة الترابط والوحدة داخل المنظومة الكروية ولابد أن يكون هناك إتفاق على أى قرار قبل اتخاذه أو تفعيله .. فالقرارات الفردية لا تفيد بل تضر على كافة الأصعدة.
وإذا ما نظرنا إلى الوضع الحالى فى الكرة المصرية من حيث تجميد النشاط على الجميع بقرار جماعى ، سنفاجأ ببعض الأندية تشذ عن قاعدة الجماعية و تلجأ إلى قرارات فردية ضررها كبير .. المثل هنا الأندية التى حددت موعد عودة فرقها للتدريبات من تلقاء نفسها ودون الرجوع للسطات المختصة من أجل تأمين صحة أفرادها مثل بيراميدز الذى حدد يوم 15 يناير الجارى موعدا لاستئناف تدريباته .. الحديث هنا ليس المهم فيه أنه مرتبطا بأمر فرعى مثل موعد العودة للتدريبات ولكنه مرتبطا بالفكرة العامة والتى إذا ما وجدت فى أى منظومة تكون فى احتياج من الجميع للوقوف خلفها ودعمها ليس هدها .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة