حسين يوسف

ألف حكاية.. وحكاية

الأحد، 24 مايو 2020 02:59 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مشهد واحد فقط من مسلسل الاختيار، كان أبلغ وأقوى رد على نباح كلاب تركيا وقطر، على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعى ليل نهار مرددين الأكاذيب والترهات والشائعات ضد مصر وشعبها وجيشها، مشهد تعلقت به عيون وقلوب وآذان الشعب المصرى وهم يشاهدون أبطالهم وعلى رأسهم الأسطورة المنسى، وهم يقاتلون بشراسة وكبرياء، رافضين دخول التكفيرين إلى داخل الكمين ولو شبر واحد، ورغم العدد الكبير للتكفيرين، الذين هاجموا الكمين بكل غدر وخسة، إلأ أن بطولة المنسى ودبابة وشبراوى وسباعى ورجالهم كانت حائط سد منيع ضد من باعوا دينهم وشرفهم.

 

الأبطال ضحوا بحياتهم فداء للوطن ليظل شامخا وأبيا، ودافعوا عن تراب وطنهم بل وأسقطوا من التكفيرين أضعاف ما استشهد منهم، ورغم مرور 3 سنوات على الحادث إلا أن تعلق الأسر المصرية بأحداثه فاق الخيال، ومتابعتهم لما يدور أمامهم على الشاشة تشعر وكأنهم يشاهدون المعركة كأنها تحدث الأن، فى مزيج عجيب جمع بين دموع أغرورقت بها عيونهم وهم يشاهدون لحظة استشهاد المنسى وعدد من رجاله الشهداء، وبين لحظات فخر وكبرياء وعزة بما يقدمه أبطال القوات المسلحة، من بطولات حفرت بحروف من نور فى سجل العسكرية المصرية، وجاءت اللحمة والتوحد الذى جمع المصريين حول شاشات التلفاز لمتابعة أحداث الاختيار، برهانا لا يقبل الشك أن الشعب المصرى قد قرر الاختيار منذ فجر التاريخ، أن الجيش والشعب إيد واحدة.

لم يكن مسلسل الاختيار مجرد عمل فنى يروى قصة عن تضحيات أبطال الجيش المصرى، بل كان نموذجا حيا، عاش معه المصريون وتفاعلوا مع كل مشهد ولقطة كأنها تحدث أمامهم الآن وحالا، فكان انفعال الأطفال قبل الكبار مع كل ما يفعله المنسى وأبطال الجيش، يجسد تفانى رجال حملوا على عاتقهم مهمة الدفاع عن كل ذرة رمل من الوطن، وووضعوا أرواحهم على أكفهم حتى لا يجروء أن يدخل مصر "خسيس وجبان"، هم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وجعلوا صدورهم فداء لكرامة وكبرياء الوطن، فسجلوا فى صفحات التاريخ الوطنى أسمى معانى العطاء والوفاء والتضحية وبذل النفس بكل رضا واقتناع بأن هذا هو دورهم، وتلك هى مهمتهم التى اختارهم الله لها، فتراهم يقدمون على القتال لا يهابون الموت، بل قد تراهم يحرصون على الشهادة أكثر من حرصهم على الحياة.

تأثر المصريون بمسلسل الاختيار وبطولات المنسى ورجاله، يؤكد أن هذا الشعب يعشق جيشه، ويبرهن على أن الجيش المصرى كان ومازال وسيظل قرة عين المصريين، وأن ما يفعله أبنائهم فى القوات المسلحة محل فخر وعزة ووسام على صدر كل مصرى يحب بلده ويحلم بأن تكون من أعظم وأقوى بلدان العالم، فما أحدثه المسلسل لدى المصريين كان لطمة كبيرة، وصفعة قاسية، وضربة قاضية، لكل أعداء الوطن من المتربصين والخونة والحاقدين والغيورين من النجاحات التى تحققها مصر على كل الأصعدة.

حالة العشق الوطنية التى فجرها مسلسل الاختيار تدعونا إلى المطالبة بضرورة تكرار مثل تلك الأعمال التى تخلد جانبا من البطولات الكثيرة والكبيرة التى يقوم بها رجال القوات المسلحة ولا يعرف أحد عنها شيئا، فحكاية المنسى ليست هى الوحيدة، بل أن سجل بطولات وتضحيات رجال العسكرية المصرية، ملىء بآلاف الحكايات التى تقشعر لها الأبدان تأثرا بتضحية وبطولة وفداء رجال الجيش الأفذاذ، فهناك ألف حكاية وحكاية أبطالهما لا يقلون أبدا عن المنسى والمغربى وشبراوى وسباعى وباقى أبطال كمين البرث الخالدين.

 

 







مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة