ارتفاع حالات الإصابة بين الأطباء بفيروس كورونا المستجد، مؤشر خطير ودعوة لمزيد من البحث والتقصى حول الإجراءات الاحترازية التى تتخذها الطواقم الطبية المختلفة خلال التعامل مع المصابين بالفيروس، وكيفية التعامل مع هذا الوباء بصورة تضمن الحفاظ على جيش مصر الأبيض الذى يمثل ثروة حقيقية للبلاد فى الوقت الراهن، لا يمكن المغامرة به.
الأطباء والصيادلة والأسنان والعلاج الطبيعى وطواقم التمريض، وكل من يعمل فى مجال الرعاية الصحية فى ظل الأزمة الراهنة هم أكثر الفئات عرضه للإصابة بـ كوفيد 19، ولو نظرنا إلى الموضوع بمنطق الحرب والمصطلحات العسكرية، فهذه الطواقم بمثابة كتائب المشاة التى تقاتل في النسق الأول، والمتصلة بالعدو بصورة مباشرة، وتدخل معه فى معارك قتالية ضارية، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة توفير كل وسائل الحماية اللازمة لهذه الفئة، حتى نضمن سلامتهم.
إذا قرأنا فى الأرقام الخاصة بانتشار فيروس كورونا فى مصر نجد أن الأرقام الأخيرة قد سجلت نحو 6465 حالة إصابة حتى الآن، منها 249 حالة وفاة، وعلى الرغم من أن الرقم مازال محدودا حتى الآن قياسا على ما حدث فى العديد من دول العالم، إلا أن الإصابات والوفيات بين طواقم الرعاية الصحية مرتفعة جدا، ووفقا للمعلن منها حتى الآن، نجد أن المصابين من الأطباء بلغ عددهم نحو 90 طبيبا، بينما الوفيات 8، والتمريض نحو 50 إصابة و3 وفيات حتى الآن، بينما أطباء الأسنان 6 إصابات وحالة وفاة واحدة، ثم أخيرا العلاج الطبيعى بعدد 3 حالات حتى الآن، بما يشير إلى أن هناك نسبة ليست قليلة من الإصابات بين طواقم الرعاية الطبية، تؤشر إلى خطورة الوضع، وتؤكد ضرورة التحرك سريعا، لتوفير الرعاية اللازمة لهذه الفئة بصورة تضمن عدم مكافحة العدوى.
يجب أن يتم توفير كل الدعم اللازم للطواقم الطبية فى الوقت الراهن، خاصة أن إصابة هذه الفئات بالفيروس المستجد بالتأكيد ستساهم فى إضعاف النظام الصحى وتحد من قدرته على المواجهة، خلال الفترة المقبلة، خاصة أن فترة ذروة المرض لم تأت بعد، ومنتظر موجة من الإصابات أكثر عنفا فى المرحلة المقبلة، على غرار ما حدث فى معظم دول العالم، بما يدعونا إلى التنبه لخطورة المشكلة مبكرا، والالتزام بمعايير السلامة وتوفر أجواء العمل المناسبة لهذه الفئة باعتبارهم يحاربون فى الخطوط الأمامية وعلى عاتقهم مسئولية كبيرة فى تحجيم انتشار الوباء والسيطرة عليه.