بعدما أقيمت أول صلاة جمعة فى "آيا صوفيا" بالموقع الأثرى، الذى ظل يحظى بمكانة لدى المسيحيين والمسلمين على حد سواء على مدى 1500 عام، وصعود الخطيب المنبر بالسيف، يسترجع إلى أذهاننا ما حدث مع القديسة آيا صوفيا وصمودها وتمسكها بديانتها المسيحية وتركها لعبادة الأوثان لدرجة أنه أمر بقطع رأسها بسبب ذلك، وهو ما نستعرضه عبر السطور المقبلة.
القديسة آيا صوفيا التى ولدت فى مصر وبالتحديد فى البدرشين، كانت بدايتها ليست المسيحية بل كانت تعبد الأوثان، ولكن مشاعرها اتجهت نحو المسيحية بسبب جيرانها المسيحيات ومواظبتهن على الذهاب للكنيسة، ونشرهن للمحبة والوداعة، فأرادت أن تتعلم مبادئ الدين المسيحى، وبالفعل ذهبت إلى الكنيسة للتعلم.
وبعد أيام قليلة من ذهابها للكنيسة طالبت سر المعمودية وعمدها أسقف منف، وعندما علم الحاكم البيزنطى لقسطنطين بذلك أمر بإحضارها ومحاكمتها، وعندما سألها عن سبب تجولها من عبادة الأوثان إلى المسيحية، أجابت قائلة: عندما كنت فى الوثنية كنت عمياء والآن أنا بصرت".
لكن الحاكم البيزنطى لقسطنطين رأى أن حديثها اغضب الآلهة فأمرها بالعودة إلى عبادة الأوثان، ولكنها صدمته بإجابتها بأن ما تعبده ما هو إلا حجارة لا تنفع ولكنها تضر، خالية من المشاعر".
أمر الحاكم البيزنطى لقسطنطين جنده بتعذيبها بالسياط، ولكن فى الوقت نفسه كانت آيا صوفيا تصلى وتدعى له ولحراسة بنعمة البصيرة، رغم أن الوالى البيزانطى أمر بكى مفاصلها بالنار، ولكنها لم تعدل عن ما أرادت، لدرجة أن الوالى أرسل زوجته حتى تقنعها ولكنها فشلت، فأمر بعد ذلك بقطع لسانها، ثم سجنها فى زنزانة مظلمة، وكانت صوفيا تصلى من أجل الذين عذبوها لتطلب لهم الغفران.
وبعد ذلك أمر الحاكم البيزنطى لقسطنطين بقطع رأسها وقبل أن يقطع عنها صلت صلاة طويلة وسألت ربها بأن يسامح أقلوديوس وجنوده، ثم أحنت عنقها للسياف فقطع رأسها.
كما يقال أنه كانت هناك امرأة أعطت للجنود أموالا كثيرة وأخذت جسدها ولفته بلفائف ثمينة، ووضعته فى منزلها، وكانت تظهر لها منه كرامات كثيرة، حيث أن يوم عيدها يشع منه نورًا وتخرج منه روائح طيبة.
وعندما سمع الملك قسطنطين وأمه الملكة هيلانة بالكثير من الكرامات التى تظهر على اسم القديسة وجسدها فى مصر، أمر بنقل جسد صوفيا القبطية إلى مدينة القسطنطينية بعد أن بنى له كنيسة عظيمة ووضعوها فيها تكريما لها.