تناولت مقالات صحف الخليج، اليوم الأحد، العديد من القضايا الهامة أبرزها، سعى الهند لتقديم مساعدات تنموية في منطقة الجوار باعتبارها جزءاً محورياً من سياستها الخارجية، ضمن مسعى يهدف إلى مد يد العون للجيران أملاً في تحقيق خططهم التنموية التي يسارعون في تفعيلها حاليا.
جمعه بوكليب
جمعة بوكليب: ألمانيا وأشباح ماضٍ مخيف
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الشرق الأوسط، إن لولا شجاعة ثلاثة رجال شرطة وصمودُهم أمام غضب العشرات من المتظاهرين، لكان متطرفو اليمين من النازيين الجدد قد اقتحموا مبنى البرلمان الألماني، في سابقة جريئة وغير معهودة. الحادثة وقعت عشية السبت الماضي في برلين.
ووفقاً لمراقبين، كانت بمثابة هزة أرضية، تجاوزت تداعياتها ألمانيا، وأرسلت بإشارات تحذير خطرة إلى الساسة الألمان، من مختلف الأحزاب والتوجهات، ووصفها الرئيس الألماني بأنها "اعتداء على قلب ديمقراطيتنا".
ما يلفت الاهتمام هو أن قرابة 10 آلاف متظاهر، يمثلون جماعات يمينية من أنصار نظرية المؤامرة، تجمعوا في اليوم نفسه في ميدان البرلمان بلندن، احتجاجاً على سياسة الحكومة المتعلقة بمكافحة الوباء الفيروسي، وتفرقوا في نهايتها بسلام.
كما تحدثت تقارير عن مظاهرات في مدن أوروبية أخرى ضد التقييدات التي فرضتها الحكومات وقاية من الإصابة بالفيروس، إلا أنَّ مظاهرة الجماعات اليمينية المتطرفة في برلين كانت أكبرها عدداً، وأكثرها عنفاً، وأسفرت عن اعتقال 300 من المتطرفين. وكانت سلطات مدينة برلين قد رفضت في البداية منح ترخيص بالمظاهرة؛ لكن المنظمين لها احتكموا للقضاء، فقضى لصالحهم.
اليمين المتطرف الألماني، بمختلف راياته وشعاراته، ازداد شراسة وإرهاباً في السنوات الأخيرة. واستناداً إلى تقارير إعلامية، قبل 14 شهراً من محاولة اقتحام مبنى البرلمان الفاشلة، قام إرهابيوه باغتيال أحد رجال السياسة أمام عتبة بيته بالقرب من مدينة كاسيل (Kassel)، في إحدى المناطق الألمانية، واعتدوا على معبد يهودي في مدينة هال (Halle) في شرق البلاد. وفي شهر فبراير الماضي قامت مجموعة إرهابية متطرفة باغتيال 10 أشخاص في مدينة هانو (Hanau) في الجزء الغربي من البلاد الذي كان يعتقد أنه في منأى من التطرف.
تقارير إعلامية أخرى، تحدثت عن هواجس خوف تخيم على الدوائر السياسية الألمانية، لدى اكتشاف أجهزة الأمن لتسلل عناصر من اليمين المتطرف إلى صفوف جهاز الشرطة والجيش. وتعرضت سَرِية كاملة من القوات الخاصة للحل، وسُرح أفرادها لدى تبين انتمائهم لخلايا يمينية متطرفة. وفي يوم المظاهرة سعى أعضاء الجماعات المتطرفة إلى كسب ود رجال الشرطة الذين كانوا يحرسون المبنى ومحاولة إقناعهم بالانضمام إليهم.
المظاهرة التي تمَّت في عطلة الأسبوع الماضي، وانتهت بمحاولة اقتحام مبنى البرلمان في برلين، كانت بأعداد كبيرة وصلت - وفقاً للتقارير - إلى قرابة أربعين ألفاً، وضمت فئات عديدة من المحتجين ينتمون لمختلف التيارات السياسية، تجمعوا احتجاجاً على إجراءات الحكومة الوقائية المتعلقة بمكافحة الوباء والتقليل من أضراره الصحية، وكان عدد المحتجين من الجماعات اليمينية المتطرفة داخلها صغيراً مقارنة بفئات أخرى؛ لكنهم كانوا أكثر بروزاً، رافعين أعلام الإمبراطورية السائدة قبل 1918، ثلاثية الألوان (الأسود والأبيض والأحمر) الملهمة للحركة النازية، وتمكنوا من اختطاف المظاهرة وتحويلها عن مسارها.
حزب "ألمانيا البديلة" اليميني المناوئ للهجرة، وفقاً للتقارير، حاول استغلال أزمة الوباء الفيروسي ضد الحكومة، في محاولة لوقف التردي في انخفاض شعبيته مؤخراً، وعلى أمل إعادة حصد نجاح مماثل لما فعل عام 2015 لدى أزمة تدفق المهاجرين على ألمانيا، وقرار المستشارة أنجيلا ميركل، وقتذاك، بقبول مليون مهاجر. تلك الأزمة عملت على رفع شعبية الحزب، ومكَّنته من الحصول على مقاعد في البرلمان في الانتخابات الأخيرة، إلا أن الإجراءات التي قامت بها الحكومة لاستيعاب المهاجرين ونجاحها تسببت في تعرض نسبة شعبيته للانخفاض إلى أقل من 10 في المائة. ويقول مراقبون إن الساسة الألمان يخشون من تحول مظاهرات الجماعات اليمينية إلى ساحات مواتية لاستقطاب الشباب، والسعي لتجنيدهم ضمن كوادرها.
ضابطان من الشرطة، وآخر متقاعد، وآخر موقوف عن العمل مؤخراً، كانوا ضمن الخطباء في المظاهرة، حسب التقارير.
استبيانات الرأي العام أبانت أن 9 في المائة فقط من المواطنين الألمان يؤيدون المظاهرة، وأن واحداً فقط من كل عشرة مواطنين لا يوافقون على إجراءات الحكومة الوقائية ضد الوباء، في حين أن 28 في المائة يقولون إن إجراءات الوقاية ليست صارمة كفاية، وأن 8 من كل 10 مواطنين يودون امتثالاً أكثر للإجراءات.
روبرت كوهلر: الديمقراطيون والحرب والسلام
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الخليج الإماراتية، إن في اليوم الأول للمؤتمر الوطني الديمقراطي (الافتراضي) قال بيرني ساندرز لمؤيديه: "لقد قمنا معاً بتحريك هذا البلد في اتجاه جديد، ونرغب في أمة تقوم على مبادئ العدل والمحبة والرحمة".
أثناء هذا الخطاب كانت نغمات بيلي بورتر تملأ الأجواء، وتعيدنا إلى فترة الستينات؛ أي إلى ذلك الوقت من الأمل والتغيير. وكانت صور الخلفية المعبرة عن الفوضى والاضطرابات تتوالى تباعاً ثم ينبثق رمز السلام.
كان الهدف، على ما يبدو، اختزال رمز السلام في أيقونة للحنين إلى الأيام الماضية في الستينات؛ لكن ما كان مفقوداً - من المؤتمر الوطني، ومن قاعات الكونجرس، ومن الحزب ككل - هو موقف رسمي ضد الحرب. أو حروب اليوم.
نعم، هناك تقدميون، وديمقراطيون ومناهضون للحرب؛ لكن هناك من يكتسبون السلطة، وينتخبون للسلطة، ويكادون يفوزون في الانتخابات التمهيدية الرئاسية، وهم مؤيدون تماماً للتعاطف والتراحم، وداعمون في نفس الوقت بطريقة أو بأخرى وبشكل كامل للحروب التي لا نهاية لها، والتي يكرهها معظم ناخبيهم؛ لكنهم لا يرغبون في تحدي ميزانية الدفاع المتضخمة والمتوسعة باستمرار.
ذكر الرحمن
ذِكْرُ الرحمن: الهند.. الأهمية الاستراتيجية لدول الجوار
قال الكاتب في مقاله بصحيفة الاتحاد الإماراتية، تسعى الهند لتقديم مساعدات تنموية في منطقة الجوار باعتبارها جزءاً محورياً من سياستها الخارجية، ضمن مسعى يهدف إلى مد يد العون للجيران أملاً في تحقيق خططهم التنموية التي يسارعون في تفعيلها حاليا. وأعلنت الهند في الأيام القليلة الماضية، أنها عززت مساعداتها التنموية لجزر المالديف لبناء جسر يتكلف 500 مليون دولار ليربط أربع جزر مما يعزز دور الدولة الجنوب آسيوية في المالديف. والصفقة تتضمن قرضاً وخط ائتمان لبناء جسر ومعبر بطول 6.7 كليومتر. والجسر الذي يُطلق عليه "مشروع ربط ماليه العظيم" يصل بين العاصمة "ماليه" وبين جزر فيلينجيلي وتايلافوشياند وجلهيفاو. وتشارك الهند في جزيرة جلهيفاو أيضا في بناء ميناء عن طريق خط ائتمان. وأُعلن هذا بعد محادثات بين وزير الخارجية الهندي "جائي شانكر" ونظيره المالديفي عبد الله شهيد في الأيام القليلة الماضية.
ويأتي إعلان بناء الجسر بعد عامين من لفت الصين الكثير من الانتباه لإقامتها جسر الصداقة الصيني المالديفي الذي يكلف 200 مليون دولار ويربط العاصمة بجزيرة هولهول التي يوجد بها الميناء الجوي. لقد كان مشروع يمثل علامة مهمة ضمن طائفة كبيرة من الاستثمارات الصينية تضمنت إقامة مدرج طائرات ومشروعات إسكان لتعزيز تواجد الصين في المالديف، الأرخبيل الذي يضم أكثر من 1192 جزيرة ويحتل موقعا استراتيجيا في المحيط الهندي. واتبعت المالديف تقليدياً "سياسة الهند أولا"، لكن الدولة الأرخبيلية توجهت نحو الصين أثناء النظام السابق للرئيس عبد الله يمين من أجل تنويع علاقاتها. واستعاد الرئيس الحالي إبراهيم محمد صويلح منذ وصوله إلى السلطة عام 2018 العلاقة الوثيقة التقليدية مع الهند.
لكن الصين ما زالت مستثمرا قويا في المالديف. وفي مقابلة في الآونة الأخيرة مع وكالة أنباء شينخوا الصينية، صرح وزير الخارجية المالديفي عبد الله شهيد أن الصين "ستظل شريكا اقتصاديا وتنمويا ثنائيا مهما للمالديف". ويفد نحو 300 ألف سائح صيني من إجمالي 1.7 مليون سائح يأتون سنويا إلى المالديف التي يعتمد اقتصادها كثيراً على السياحة.
وتولي الهند اهتماماً خاصا لعلاقاتها بالمالديف التي تمثل محوراً لاستراتيجية الهند في آسيا والمحيط الهادئ. وأول زيارة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للخارج بعد فوزه بفترة ولاية أخرى العام الماضي كانت للمالديف حيث دشن نظاما للرادار الساحلي ومركز للتدريب الدفاعي. وهناك من الواضح محاولة لتعزيز الشراكة مع المالديف. وذلك في إطار استراتيجية هندية لتعزيز العلاقات مع دول الجوار، وضمن هذا الإطار، بذلت الهند مسعى خاصاً لرعاية الجوار. فقد قدمت مصلحة السكك الحديد الهندية عشر قاطرات ديزل لبنجلادش، والقاطرات ستساعد هذا البلد في معالجة العدد المتزايد من المسافرين وعمليات الشحن بالقطارات.
ومازالت الهند في حاجة لمواصلة العمل مع الجيران ومازال التواصل المستمر مهما في وقت تتغير فيه جنوب آسيا أيضا في غمرة تزايد أهميتها الاستراتيجية بالنسبة للقوى الكبرى.
وليس كل العلاقات الثنائية تمضي بسلاسة. فبعض دول الجوار الصغيرة تشعر بأن الهند تتبنى شعور الشقيق الأكبر المهيمن، باعتبار الهند أكبر دولة في الجوار. ولذا تفضل بعض الدول الصغيرة تحقيق التوازن في علاقاتها بين الصين والهند.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة