ما زلت لا أفهم الأسباب والدوافع الخاصة بنقابة الصحفيين فى عدم استقبال الزملاء لتجديد اشتراكات مشروع العلاج، فكل النقابات تعمل بصورة طبيعية، وإن كان الدافع انتشار عدوى فيروس كورونا، فدعونا نطالب بوقف صرف المعاشات، وإغلاق البنوك، والمؤسسات الصحفية القومية، التي يعمل بها آلاف الزملاء، ما دامت نقابة الصحفيين لا تستطع وضع مجموعة من العلامات الإرشادية لتطبيق التباعد الاجتماعى وفرض قواعد النظام ليستخرج الزملاء كارنيهات مشروع العلاج، التي أظنها أهم من أى نشاط تقدمه النقابة.
الحكومة لم تصدر أى قرارات لها علاقة بإغلاق المنشآت العامة أو الخاصة، ولم تمنع المؤتمرات أو الندوات، ولم تغلق المحال التجارية أو الأنشطة الصناعية، فالأمر مازال تحت السيطرة، ومازالت الكمامة والتباعد الاجتماعى الحل الأمثل لمواجهة الفيروس المستجد، فى ظل غياب العلاج أو توفير اللقاح، فلماذا تتخذ نقابة الصحفيين، قراراً وتمنع الزملاء من تجديد مشروع العلاج مباشرة من خلال الحضور إليها.
البرلمان انعقد بالأمس وبه مئات الأعضاء وآلاف الموظفين، مترو الأنفاق ينقل يومياً 3 ملايين راكب أو يزيد، وكذلك السكة الحديد والنقل العام وكل المرافق العامة، والمصالح الحكومية، فلم تتوقف هذه الخدمات الجماهيرية بقرارات معلنة أو شفهية، فلماذا تخترع نقابة الصحفيين العجلة، وترى أن تجديد الاشتراك في مشروع العلاج مصدر العدوى وأصل الداء.
الزميل أيمن عبد المجيد عضو مجلس نقابة الصحفيين، ورئيس لجنة الرعاية الصحية، قدم حلولاً عملية لتجاوز الأزمة من خلال التجديد التلقائى لكل من هم فى مشروع العلاج من العام الماضى، مع فتح الباب لمن يريد وخصم قيمة الاشتراك من بدل التدريب والتكنولوجيا، ثم تسليم الكارنيهات للزملاء من خلال مندوبين أو وفقا للحروف الأبجدية منعاً للتزاحم، إلا أن صراعاً جاء من بعيد يدعو الزملاء لاستخدام خدمة "فورى" حتى يتم التجديد من خلالها، مع العلم أنها غير مفعلة حتى الآن على تطبيقات الموبايل، بل فقط من خلال الماكينات الموجودة لدى "البقالين" و "الفكهانية" والأكشاك بالشوارع، فبدلاً من إنهاء الخدمة عبر تطبيق الموبايل، ستحتاج إلى "كرسى صغير" على الناصية عند أقرب كشك أو بقال لتشترك فى مشروع علاج نقابة الصحفيين!!
نحن لا نخترع العجلة ولا نقدم عملاً خارقاً، فالقضية سهلة وليس لها علاقة بالصراعات النقابية أو الدعاية الانتخابية، والحل يكون من خلال فتح النقابة لاستقبال الأعضاء لتجديد الاشتراك بالحروف الأبجدية ووفق علامات إرشادية على الأرض، كالتي في صرف المعاشات أو البنوك، وهذا طبيعى ومقبول ويحدث يوميا مع كل الأماكن والمؤسسات التي تقدم خدمات جماهيرية، ثم يتم تحديد حد أقصى لاستقبال الأعضاء يومياً والتحكم في الحضور من خلال ترتيبهم أبجدياً، حتى نتيح للزملاء الاشتراك في المشروع بكرامة.
لو أن الحل الخاص بالحضور إلى النقابة صعب ولا يؤيده البعض، فيمكن استخدام الحل الذى طرحه الزميل أيمن عبد المجيد، وهو خصم قيمة الاشتراك من بدل التدريب، وتجديد الاشتراك تلقائياً لكل الموجودين من العام الماضى وإضافة من يرغب عن طريق إتاحة رقم "واتس آب"، للتواصل من خلاله، والتوقف تماماً عن الطرح المتعلق بخدمة "فورى"، التى ستحرم مئات الزملاء من الاشتراك فى المشروع، سواء من لا يجيدون التعامل مع الخدمة أو كبار السن والمقعدين وأصحاب المعاشات من الصحفيين.
أقول لمجلس النقابة:" يجب التحرك سريعاً لتجاوز الأزمة، فمسئوليتكم عن كل ما يحدث مباشرة، وكل زميل يتحمل أعباء ومشقة المرض أمانة فى رقابكم، وكذلك كل من يحتاج جلسات علاج طبيعى أو جراحة عاجلة، أو من تضع حملها في تلك الأيام، وهذه أمانة ثقيلة أخشى عليها من الضياع، وقد حاول زميلكم أيمن عبد المجيد، حل المشكلة وتقديم حلول جادة ومحترمة، إلا أن البعض عرقلها وطرحها للمزايدة والوعود الانتخابية، لذلك أدعوكم إلى حل الأزمة في أسرع وقت ممكن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة