ما الذى يحدث فى أمريكا، وما الذى يريده ترامب؟.. لقد صارت أمريكا حديث العالم بعد ما شهدته واشنطن خلال الفترة الحالية من حالة حرجة، حيث نشبت تظاهرات احتجاجية حاشدة لأنصار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بعد أن تجمعوا فى محيط البيت الأبيض، وتوجهوا إلى مبنى الكونجرس، فى محاولة غير مسبوقة لمنعه من التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن فى الانتخابات الرئاسية التى أجريت فى 3 نوفمبرالماضى، وتمكن المحتجون من اختراق الحواجز الأمنية المحيطة بمبنى الكابيتول واقتحامه، ما أدى إلى اعتقال العديد منهم وسقوط عدد من القتلى نتيجة لإطلاق النار من قبل الشرطة الأمريكية، وبناء على ذلك توجهت منظمة العفو الدولية باتهام للرئيس المنتهية ولايته ترامب بالتحريض على العنف.
هذه الاحتجاجات تزامنت أيضا مع جلسة إجرائية داخل الكونجرس للتصديق والتأكيد على فوز الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن، فهل ما حدث سيغير من الأمر شيئًا؟
الإجابة لا.. لأن تلك الجلسة قبل أقل من أسبوعين من حفل التنصيب المقرر 20 يناير، والذى تبدأ معه ولاية بايدن الرئاسية رسمياً، شكلية لا تغير من واقع نتائج الانتخابات التى تم الإعلان عنها فى الوقت السابق.
والسؤال الذى يفرض نفسه على ما يجرى، هل يمانع دونالد ترامب مغادرة البيت الأبيض عندما تأتى اللحظة الحاسمة يوم 20 يناير فى تمام الساعة الثانية عشر ظهرا، لتولى الرئيس الجديد جو بايدن؟ من الطبيعى أن تتوجه قوات الشرطة الأمريكية فى البيت الأبيض إلى الرئيس المنتهية ولايته لتسألة إلى أين تريد الذهاب، ليخرج من البيت حتى تسير الأمور فى مجراها الطبيعى حسبما هو مقرر، لكن حتمًا ما يحدث الآن يشير إلى أن هناك مفاجآت عديدة غير متوقعة.
فإذا كان ما يفعله ترامب من تحريض أنصاره بالتظاهر واقتحام الكونجرس لمنع إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية غير مجدٍ ولن يمنع خروجه من الأبيض، فلماذا يفعل ذلك وخصوصا أنه يعلم تمامًا أنه قضى الأمر؟!، فما يفعله يذكرنا بالمثل الشعبى "دى حلاوة روح"، فالرئيس الأمريكى دونالد ترامب يفعل ما يفعله الآن لأنه مقتنع بأن هناك عملية تزوير حدثت بالفعل، كما أن أماله فى استمراره فى الحكم هى الدافع وراء تصرفاته التى نتج عنها اقتحام مبنى الكونجرس وهو ما نشهده لأول مرة فى التاريخ الأمريكى، ولكنه حدث.
المشهد الذى يحدث حاليا يمكن أن يجعل الولايات المتحدة الأمريكية مصدرا للإساءة الديمقراطية، بعدما كانت مثالا يحتذى به أمام دول العالم، حيث يمكن أن يصيب الكثير من دعاة الديمقراطية بانتكاسة كبيرة، أمام مشهد اقتحام الكونجرس، فى الوقت الذى يتفاخر فيه مؤيدو ترامب بالفوضى، فهل تنقذ أمريكا نفسها وتقوم بعزل ترامب باستخدام التعديل الـ 25 فى الدستور الأمريكي، والذى يتم بموجبه عزل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية من منصبه، وذلك بعد ليلة دامية من الاشتباكات داخل وخارج مبنى الكونجرس الأمريكي، خلفت عددَا من القتلى وعشرات المصابين، لتكتب نهاية رقصة ترامب الأخيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة