فى بداية العام الثانى، يواصل فيروس كوفيد - 19 حيله، ويظهر فى متحور جديد هو «أوميكرون»، الذى أعلن بعض العلماء والباحثين أنه أخطر المتحورات بعد دلتا بلس، الذى ظل حتى أيام هو بطل الصورة من بين متحورات الفيروس الأكثر غموضا فى القرن الواحد والعشرين، لكن متحور أوميكرون، الذى ظهر فى جنوب أفريقيا، حسب تصريحات العلماء، هو الأكثر خطرا لكونه أسرع انتشارا، ويصيب الكبار والصغار معا.
تم الإعلان عن أول إصابة بـ«أوميكرون» يوم 24 نوفمبر، لكن اكتشاف المتحور لأول مرة تم فى 19 نوفمبر فى بوستوانا بجنوب أفريقيا، عندما تم اكتشاف عينة تشترك فى حوالى 50 طفرة لم يسبق اجتماعها من قبل.
ذكرت السلطات الصحية فى جنوب أفريقيا أن الأعراض المصاحبة للإصابة بهذا المتحور لا تختلف عن أعراض الإصابات الأخرى، لكن هناك مخاوف من عدم وجود أعراض بالأساس لدى بعض المصابين، كما جرى مع متغير دلتا.
وينضم أوميكرون إلى باقى المتحورات «ألفا، بيتا، جاما، دلتا بلس»، والأخير بدا أقل أعراضا وخطرا من أوميكرون، الذى يثبت مع سابقيه أن الفيروس يتكاثر بسرعة تتجاوز قدرات العلماء على ابتكار أنواع جديدة من اللقاحات، توقف زحف «كوفيد - 19»، وحسب آراء أطباء المناعة، فإن أوميكرون لديه ثلاثة اختلافات تتمثل فى «سرعة العدوى، وعدم تأثره بالأجسام المضادة، مما قد يعنى عدم قدرة اللقاحات على الحماية منه، وكونه يصيب كل الأعمار»، وهذه الاختلافات سبب الذعر، الذى اجتاح العالم، ودفع بعض الدول للتفكير فى إعادة الإغلاق، فى وقت تواجه فيه دول مثل فرنسا وهولندا وبلجيكا وكرواتيا مظاهرات رافضة للإجراءات الاحترازية، ومنع التجمعات، وفرض العمل من المنازل، لكن المتحور الجديد أدى إلى استعادة مشاعر الخوف الأولى، بعد عامين، كان البعض يتصور أن الفيروس قد تراجع أو اختفى.
المركز الأوروبى للوقاية من الأمراض قال: إن البيانات الأولية تظهر أن «أوميكرون» هى السلالة الأكثر تحولا، التى يتم اكتشافها بأعداد كبيرة خلال تفشى الوباء حتى الآن.
بعض شركات إنتاج الأدوية والأمصال، مثل فايزر، أعلنت أنها قد تصل لإنتاج لقاحات قادرة على مواجهة متحور أوميكرون، وهناك آراء تحمل بعض التفاؤل، مثل العالم البريطانى البروفيسور أندرو بولارد، مدير أبحاث لقاح أسترازينيكا، الذى أبدى تفاؤلا بإمكانية تطوير مصل جديد «بسرعة كبيرة» ضد متحور أوميكرون، وقال لـ«بى بى سى»: إن اللقاحات الحالية فعالة ضد المتحور الجديد، وهذا سوف يظهر فى الأسابيع المقبلة، مشيرا إلى أن هذا الأمر ظهر مع متحور دلتا، بينما يتوقع خبير الصحة الألمانى، كارل لاوترباخ، أنه فى ضوء المعلومات الواردة من جنوب أفريقيا، فإن علم الأوبئة يتوقع أنه ربما يكون المسار المرضى لمتحور أوميكرون بسيطا، وكتب على حسابه بتويتر، ونقلته دويتش فيله: «ستكون هدية مبكرة لعيد الميلاد إذا ما جاء مسار أوميكرون خفيفا، ومع وجود العديد من الطفرات، سيكون من الممكن تصور ذلك، وأشار إلى مقال فى «تليجراف» البريطانية، نقلت عن أنجليك كوتزى، رئيس الجمعية الطبية لجنوب أفريقيا، أن أعراض الفيروس الجديد كانت غير عادية لكنها خفيفة.
وينضم إلى رأى هؤلاء، علماء يرون أنه كلما تحور الفيروس، فإن خطورته تتراجع، لكن كل هذا يظل فى إطار التكهنات والدراسات، التى تشير إلى ما إذا كانت سلالة «دلتا» هى الأكثر خطرا، إلى أن تراجع الحديث عنها، تاركا المجال لسلالة أخرى تعلن عن نفسها، فيتضاعف الغموض حول مستقبل كورونا وتوابعه، بعد عامين من الإعلان عن وبائيته.