بعد 2011 بدت مصر وكأن لن تقوم لها قائمة، وخاصة أن المنطقة كلها شهدت حالة من عدم الاستقرار ليصل الحال إلى خراب ودمار في بعض البلدان المجاورة، ليأتى عام 2014 ويخوض المصريون معركة البناء والتنمية ومواجهة الإرهاب والتطرف بكافة أشكاله، لتحقق انتصارات ومعجزات في تطهير الوطن من الغلو والتطرف، ومنع نزيف الدماء على أرض الأنبياء.
لتستمر معركة البناء والإصلاح والعمار من خلال مشروعات قومية ومبادرات رئاسية غيرت وجه الحياة وتساهم فى الارتقاء بحياة ومستوى معيشة المصريين، وأعتقد أن أبرز الإنجازات الملهمة حقا ما فعلته الدولة من إعجاز في القضاء على وباء فيروس سى بقدرتها على إجراء عمليات مسح لنحو 50 مليون مواطن، وتقديم العلاج مجانا للملايين، وما تفعله الآن من خلال المبادرة الرئاسية "حياة كريمة".
وأنا هنا أتفق تماما مع رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولى، بأن مشروع "حياة كريمة" مشروع القرن 21، فلما لا وهذا المشروع يستهدف الارتقاء بحياة 58 مليون مواطن في الريف المصرى في سابقة هي الأولى من نوعها لم تحدث من قبل؟، ولما لا ويد العمار تجوب في كل بقعة من بقاع المحروسة وكاميرات العالم ترصدها لحظة بلحظة، ولما لا وكل يوم يتم افتتاح مشروعات على أعلى المستويات في مشهد يعكس استمرار الجهود وقهر المستحيل؟
غير أن القول بأن حياة كريمة مشروع للقرن 21 ليس بغريب على المصريين ولا هو أمر مستحيل على مصر، أنسينا أن في القرن الـ19 كان مشروع عملية حفر قناة السويس، وفي القرن الـ20 كانت ملحمة بناء السد العالى، فها هو المصرى يواصل إنجازاته وإبهار العالم.
وأخيرا، على كل مصرى يعتز ويفخر بما تحققه دولته فى ظل حياة كريمة، لأن عظمة هذا المشروع تتجسد في أنه مشروع يمتد في أرجاء المحروسة، فلم يقتصر على منطقة معينة أو منطقة جغرافية، أو استهداف مسار أو مجال معين، إنما مشروع تكاملى للنهوض بالمواطن الريف صحيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا..