بصراحة ووضوح، ودون استخدام أدوات التجميل، لتذويق الكلام، لا أمل فى أن تعود دويلة قطر إلى رشدها، وكبح جماح نهمها الشديد فى مشاهدة سقوط الأوطان العربية الكبرى فى وحل الفوضى، وأن تسير القاهرة والرياض وأبوظبى، تحديدا، على نفس درب دمشق وطرابلس وصنعاء..؟!
النظام القطرى، لا يدرك خطورة ما يحمله من كراهية مفرطة للدول العربية الكبرى، ولا يدرك أنه يحكم (دويلة) لا تستطيع أن تُحدث نفس تأثير لدغة نحلة فى جسد فيل، لأن ضخامة القوة والقدرة السياسية، والقوة البشرية، من عقول مبتكرة ومبدعة فى كافة المجالات، بجانب الجغرافيا، والتاريخ المتجذر، للعواصم العربية الكبرى، وفى القلب منها القاهرة، لا يمكن أن تتأثر من لدغات قنوات الجزيرة، أو لدغات تقديم كل الدعم اللوجيستي للتنظيمات والجماعات المتطرفة، لتنفيذ مخططات إثارة الفوضى فى هذه العواصم.
أيضا، لا يمكن أن تحقق مثل هذه اللدغات، التمدد والتوسع الجغرافى، والقدرة على اقتطاع أراضى المملكة العربية السعودية، والامارات والبحرين، ثم يأتى الدور على الكويت لاحقا، لتأسيس دولة قطر الكبرى، وتصير الرقم الصحيح فى المعادلة السياسية بالمنطقة، مع الاعتراف بأن مشروع نظام الحمدين، لن تنطفئ شعلته يوما، وسيسعى، جيلا بعد جيل، لتحقيق هذا الحلم، بطريقة "اللدغات" كون أن الوصول للقصر الأميري، عبر بوابة (أسرة واحدة) تورث الحكم فيما بينها، بالانقلاب الأسرى تارة، وبالتوريث تارة ثانية، ومن ثم تواصل هذه الأسرة، العمل ليل نهار لتحقيق مشروعها دون يأس، ويعلم القاطنون في القصر الأميرى، أن نجاح مشروعهم لن يتحقق إلا عن طريق وحيد فقط، وهو إثارة الفوضى فى الدول العربية الكبرى، وتقسيمها لكانتونات تافهة، ليس لها تأثير من أى نوع، لذلك تجد قطر في (اللدغات) خلخلة يمكن أن تفضى لفوضى، مثلما حدث فيما يعرف اصطلاحا بـ(ثورات الربيع العربى).
وبينما، النظام القطرى، يحمل من العداء والكراهية، للقاهرة والرياض وأبوظبى، بما تنوء عن حمله الجبال، فإنه يدين بكل الولاء، والطاعة، للباب العالى فى اسطنبول، فقط، وتقديم كل أنواع الدعم المادى لنظام رجب طيب أردوغان (الإخوانى) بل واستقدم قوة عسكرية لحماية القصر الأميرى بالدوحة، لتضع تركيا قدما لها فى الخليج، وهو ما يعد خطوة حثيثة، نحو اعادة الاستعمار العثمانى، من جديد والسيطرة على مقدرات الخليج.
كما ترتمى الدوحة فى أحضان طهران، وفتحت حدودها مع إيران، وهو استعادة أيضا للاستعمار الفارسى القديم، ودعم كبير لسياسة النظام الإيرانى، التوسعية، ومحاولة ابتلاع الخليج، باعتبار أنه إرث فارسى، لتتحول الدوحة إلى بؤرة صراع من نوع خاص، بين استعماريين قديمين، الفارسى والعثماني، والاثنان، يبحثان عن ارثهم القديم، أو ما يطلق عليه (جغرافيتهم القديمة)
هذه المعطيات جميعها، تؤدى إلى نتائج واضحة وضوح الشمس فى كبد السماء، أن قطر تحمل من عداء وكراهية للدول العربية الكبرى، راسخة ومتجذرة، ولن تصفو يوما، أو تتخلى لحظة عن هذا العداء والكراهية، فى الوقت ذاته، فإنها لا تدين بالولاء والطاعة، سوى للباب العالى فى اسطنبول، وأيضا للنظام الإيراني، وغيرهما من الأنظمة التي تهدف للعبث بالمنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة