عجبنى مصطلح دشنه أحد الأطباء المحترمين، والبارزين فى تخصص المناعة ومكافحة الفيروسات، والقائل: "تطعيم القمامة" أقوى من اللقاحات المصنعة فى كبرى المختبرات، بالمراكز البحثية والعلمية، لأنها تحمى من يرتديها بنسبة 90٪ وهى النسبة القريبة من حصانة اللقاح لمن يتعاطاه.
وبجانب "تطعيم الكمامة" يتبقى عدد من الإجراءات الاحترازية السهلة والتى فى المتناول، منها غسل الأيدى، وعدم المصافحة، والأحضان، وضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعى، وإذا التزم كل فرد بهذه الإجراءات فإن نسبة الإصابة بالفيروس اللعين ضئيلة للغاية.. إنما محاولة التعامل مع الفيروس بطريقة التواكل و"الفهلوة" المصرية المعتادة، فإنها لا تصلح مطلقا، وتعرض حياتك وحياة كل من حولك من أقارب وأصدقاء وزملاء لخطر حقيقى وداهم، وكل مصاب منهم، يصيب أخرون، وتتسع دوائر الخطر مع إصابة كل شخص.
ويعلم القاصى والدانى أن كل شىء بيد الله، ونؤمن بأن لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، لكن بجانب التوكل على الله سبحانه وتعالى لابد من الأخذ بالأسباب، وأن الإنسان يعمل ما هو مطلوب منه، يقول الله تعالى فى سورة النساء : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ".
وفى سورة الأنفال يقول المولى عز وجل: "وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ".
إذن الأخذ بالأسباب، بجانب التوكل على الله، فقه الضرورة، وواجب شرعى، بينما هؤلاء الذين يلقون بإهمالهم المفرط، وعدم المبالاة، والتعامل مع وباء كورونا، بالطريقة المصرية الشهيرة "الفهلوة" على شماعة التواكل، دون الأخذ بالأسباب، عليهم مراجعة أنفسهم سريعًا، فالأمر جد خطير، وعلى المهملين، أن يسحبوا أقدامهم بسرعة من مستنقع الاهمال المميت.
أيضًا، هؤلاء الذين يعلقون إهمالهم، وتواكلهم الدائم والمستمر، إذا أصيبوا بالفيروس، أو تعرضوا لمخاطر، على شماعة الحكومة، فهو نوعا من الابتزاز السمج، وبجاحه بما يكفى، فكيف لشخص يرفض اتباع الإجراءات الاحترازية، ويضرب بكافة التعليمات المطالبة بارتداء الكمامات، عندما يُصاب بالفيروس، يصرخ ويقيم الدنيا ولا يقعدها، متهما الحكومة بالتقصير، فهل الحكومة ستخاف وتحرص عليك أكثر من خوفك وحرصك على نفسك..؟!
حضرتك مسؤول مسؤولية كاملة عن وقايتك الشخصية من فيروس كورونا، باتباع الإجراءات الاحترازية، فلا يعقل أن 1500 شخص يريدون ركوب مترو الانفاق، بدون كمامة؟! حضرتك عدم ارتداء الكمامة ليست حرية شخصية، لأنك لو مصاب بعدوى الفيروس الخطير، ستنقل العدوى لكل من حولك، ومن ثم تصير حريتك خطرًا داهمًا يهدد حياة الأبرياء، ولذلك تتوقف حريتك عندما تشكل خطرا على غيرك من الأبرياء..!!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة