بدأت أجهزة الحكم المحلى، ممثلة في المحافظات والأحياء وأجهزة المدن، حملة موسعة على "الشيشة" والمقاهى التي تقدمها، وهذا إجراء فى غاية الأهمية، ويجب أن تتحرك فيه الدولة بقوة، حتى تضمن السيطرة على انتشار فيروس كورونا، الذى انتشر بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، نتيجة السلوكيات السلبية وتخطى الإجراءات الاحترازية وعدم الالتزام بمعايير وقواعد التباعد الاجتماعى، لذلك كان التدخل لوقف ما يحدث في المقاهى والشوارع، التي تحولت إلى تجمعات ضخمة ومصدر للعدوى أمر ضرورى لاغنى عنه.
الشيشة ممنوعة في المقاهى بقرار من رئيس الوزارء، وفق توصيات اللجنة المسئولة عن مكافحة انتشار فيروس كورونا، إلا أن أغلب المقاهى والكافيهات خاصة فى القاهرة الكبرى ومع شهر رمضان، بدأت في تقديم الشيشة داخل المقاهى مرة أخرى، في تحد واضح للقانون، وخرق لكل الإجراءات المتبعة في مواجهة الجائحة العالمية، لذلك يجب أن تستمر حملات الحرب على الشيشة، وأن تضرب بقوة، حتى يتم السيطرة على الوضع، وتجاوز المحنة الراهنة التى نعيشها.
يجب تشجيع المحليات على القيام بدورها في مواجهة انتشار الشيشة والمقاهى المخالفة، والضرب بيد من حديد على أصحابها، الذين يتحركون من أجل المكاسب الوقتية دون اعتبار لانتشار الفيروس، أو الصحة العامة للمواطنين، لذلك يجب أن يتحرك المواطن بإيجابية ويبلغ سلطات الأحياء ومراكز المدن عن المقاهى المخالفة، التي تقدم الشيشة، وتتجاوز التوقيتات الرسمية المقررة للإغلاق من جانب الحكومة.
ما تفعله الكافيهات والمقاهى المخالفة فى ظل أزمة كورونا الراهنة جريمة مكتملة الأركان، خاصة أن ما يحدث فى العالم كله من تأثيرات للموجة الثالثة يدعونا للقلق والخوف من المصير الغامض الذى يحمله الفيروس، فالتجربة الهندية يجب أن تكون عبرة لنا جميعاً ونتوقف عندها كثيراً، خاصة بعدما تفشى الوباء بصورة غير مسبوقة، وانتشر بمعدلات فاقت التوقعات، وفشل معه النظام الصحى فى استيعاب الحالات الجديدة.
يجب أن ندعم أجهزة الحكومة فى تطبيق الإجراءات الاحترازية فى مواجهة كوفيد 19، فالتجربة أثبتت أن وعى المواطن وحده ليس كافياً، بل يجب أن يكون هناك تحرك حكومي وضبط من أجهزة الدولة، حتى يلتزم الناس بالضوابط والإجراءات الاحترازية، خاصة أن ذروة الموجة ظهرت واضحة، ولا يمكن لأحد أن ينكرها، بالإضافة إلى ضرورة الحصول على اللقاح في أسرع وقت ممكن، حتى نضمن الوقاية من الموجات الكمية المحتملة خلال الفترة المقبلة، فاللقاح أمل كبير لمواجهة انتشار الفيروس، وعلى كل مواطن أن يسارع في التسجيل للحصول عليه، فالوضع لا يحتمل التأخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة