بيراميدز لا يمثل نفسه فقط عندما يلعب في أفريقيا.. حقيقة واقعية ولكنها منسية للعموم من الجماهير.. بيراميدز يمثلنا جميعا، طالما يمثل مصر ويلعب بأسمها في البطولات الدولية.
بيراميدز يحتاج الدعم والمساندة بدلا من العناد والمجاهرة بعدواته حتى وهو يلعب خارجيا وليس محليا.. لو لم تدعمه فتوقف عن عدواته وتمنى خسارته.. هذا الفريق الوليد نجح على مدار عامين فقط في الوصول إلى ما لم يستطع غيره من الأندية المصرية العريقة أن يصل إليه، فهو ينافس في نصف نهائى بطولة الكونفدرالية للعام الثانى على التوالي .. وقد يلعب النهائي للمرة الثانية متتالى.. وهو ما أتمناه وأدعو من أجله ويا ليت الجميع يفعلون ذلك (لا تنسوا بيراميدز من صالح دعائكم ولا تدعوا عليه).. وهذا ليس لشئ سوى أنه يمثل مصر بلدنا وأى نجاح لأى فريق يعد نجاحا للدولة المصرية.
عقب كل إخفاق لبيراميدز سواء محليا أو قاريا، أجواء من الشماتة تسيطر على الأغلب الأعم من جماهير الكرة المصرية.. وهو شيء يدعو للإحباط إذا ما حدث معك أو معي نفس الأمر، وهو بالتأكيد شعور اللاعبين الحالي في النادي الوليد بعد التعادل أمام الرجاء المغربي بالقاهرة في نصف نهائي الكونفدرالية وما لمسوه من التفاعل غير الجيد من جانب الكثيرين مع هذه النتيجة والتى فى حقيقتها ليست سيئة وقابلة للتعديل.
بيراميدز أمامه 90 دقيقة في كازابلانكا يوم الأحد المقبل يستطيع من خلالها التأهل لنهائى الكونفدرالية.. وهو أمر ليس إعجازيا ، لكنه يحتاج الكثير من التغيير داخل صفوف الفريق سواء داخل أو خارج الملعب.
ما ينقص بيراميدز هو خلق الدوافع لدى اللاعبين والجهاز الفني لتحقيق الهدف المطلوب والفوز على الرجاء ومن ثم التواجد في النهائي آملا في تحقيق اللقب، اللاعبون أنفسهم في بيراميدز يحتاجون تغيير مفاهيمهم والدفاع عن سمعتهم الكروية خاصة وأن أغلبهم من الأسماء الشهيرة في الكرة المصرية وأصحاب الخبرات الدولية الكبيرة، وما يحدث معهم ومنهم غير لائق بهم، فهم يستحقون أكثر بكثير مما هم فيهم.. وهنا الحديث ليس عن المال كما يعتقد البعض وإنما عن أشياء أخرى أهم وأهم.
أعتقد أن بيراميدز بوضعيته الحالية لا ينقصه شيء سوى تحقيق البطولات، فهو فعليا نادى احترافي في المقام الأول، يمنح لاعبيه مستحقاتهم في مواعيدها ويوفر كل متطلباتهم الإدارية في أجواء من الرخاء لا توجد في أغلب الأندية المصرية.. إذا هناك شيء ما خفى بداخله سيأتى يوما للكشف عنه.. ولكن المهم الأن أن يستعيد الفريق أوصاله ويستعيد ثقته بنفسه ويعود قويا كما كان ويتفانى جميع اللاعبين من أجل إعلاء روح ووحدة الفريق والتخلى عن النرجسية والتفكير في الذات فقط .. أي بيئة تبحث عن النجاح يعد الثقة والعمل الجماعى والولاء مبادئ مركزية بها وليس مجرد كلام في الهوا هو والعدم سواء.
فنيا قد يكون جلوس شريف إكرامى على الدكة بداية التصحيح، وهذا ليس تقليلا منه ولكن هذا هو الأفضل له ولبيراميدز المرحلة الحالية، خصوصا وانه يواجه سوء توفيق كبير جعل مرماه متاحا للجميع وأصبح عرضة للانتقادات من كل الإتجاهات، ومع حصول أحمد الشناوى على فرصة يستحقها قد يكون الأمر إيجابيا للصالح العام داخل بيراميدز ويجعل هناك قناعة بصفوف الفريق أن العدل هو السائد والملعب للأفضل والبقاء للأقوى وليس لأصحاب النفوذ أو بالمجاملة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة