الفوز يسبب الفرحة، ويبدو أن الفرحة تقلقنا جدًا تصيبنا بالخوف، للأسف هكذا تربينا جميعا فى مجتمعاتنا الشرقية، نشأنا على ثقافة قديمة تشعبت واستقرت فى وجداننا مفادها أن نقلق من الفرحة، وأن نخشى الضحك ونقول فى نهايته "خير اللهم اجعله خير"، كأن الضحك ستعقبه حسرة وندامة.
وانعكاسات هذه الفكرة هى التى تجعلنا نرضى بالمشاركة ونكتفى بالحضور، ولا نريد أكثر من أن يأتى اسمنا فى القوائم الطويلة، ونخشى الفوز، ولو حدث فإننا لا نعتاده، نكتفى بمرة واحدة، وربما ما يفعله النادى الأهلى فى أفريقيا فى الدورى المصرى والبطولة الأفريقية أمر مختلف حقا، ولكن لا يمكن اعتباره قاعدة تحكم ثقافتنا جميعا خاصة فى كل حياتنا.
يمكن ملاحظة ذلك فيما يحدث فى أولمبياد طوكيو التى تجرى فعالياته حاليا، وهنا أتحدث عن الجمهور الذى راح يهلل لمجرد الظهور فقط ولمجرد المشاركة، وكأن وجودنا فى طوكيو أمر صعب، وكأن عبورنا الأدوار الأولى قمة الوصول، وكأن الحصول على ميدالية أو اثنتين "برونزيتين" هو الغاية المثلى.
يحدث ذلك مع أن تاريخ مصر فى المشاركة فى البطولات الكبرى طويل وممتد، والمفروض أننا تجاوزنا كل ما يتعلق بالوهلة الأولى، وأننا مطالبون الآن بتحقيق إنجازات كبرى فى جميع المجالات.
وما أقوله على الرياضة ينطبق على كل المجالات الاجتماعية والعلمية أيضا، فكثرة الانتصارات لا تنعكس إلى أحزان أبدا، بل إنها تصنع مزيدا من الفرح، وهو ما نستحقه فعلا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة