الفراعنة والألعاب الأولمبية.. اهتموا بالفروسية والرماية والفتيات أجدن الجمباز

الثلاثاء، 03 أغسطس 2021 10:00 ص
الفراعنة والألعاب الأولمبية.. اهتموا بالفروسية والرماية والفتيات أجدن الجمباز الرياضة عند المصريين القدماء
سما سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"العقل السليم في الجسم السليم" ربما يمكننا تطبيق هذه المقولة على المصريين القدماء الذين أبهروا بعبقريتهم العالم، ولم يقتصر اهتمامهم ولا تقدمهم على الرياضيات والفلك والمعمار وإنما منحوا اهتماما كبيرًا بالرياضة أيضًا وتزامنًا مع فعاليات دورة الألعاب الأولمبية 2020 نستعرض مع الخبير الأثري أحمد عامر أبرز الألعاب الرياضية التي برع فيها المصريين القدماء، خاصة أن بعضها ضمن الألعاب الأولمبية.

 

العاب رياضية
العاب رياضية


 

الهوكي لعبة مصرية:

قال الخبير الأثري إن لعبة الهوكي لعبة مصرية خالصة مارسها قدماء المصريين منذ آلاف السنين، وهي مصورة في النقوش والرسوم بمقابر "بني حسن"  بمحافظة المنيا، حيث يظهر اللاعبان ممسكين بالعصا المعكوفة في انحناءة رياضية، وتوضح تلك النقوش اللاعبين يحملان مضرًبا مصنوعاً من فروع النخيل له نهاية ملتوية تشبه مضرب الهوكي، وتابع: كانت الكرة التي يستخدمونها مصنوعة من خيوط البردي المغطاة بقطعتين من الجلد على شكل نصف دائرة وكان يتم تلوين هذه الكرة بلونين أو أكثر.

 

العدو أو الـ "جري" من اشهر الرياضات:

وأردف الخبير الأثري أن رياضة العدو معروفة في مصر منذ العصر الفرعوني، وكانوا يتبارون في سرعة الجري، لقد كانت سباقات الجري من أهم السباقات لدي قدماء المصريين، خاصة أثناء الاحتفالات الخاصة بتولي الملك حكم مصر حيث كانت إحدى طقوس هذه الاحتفالات إقامة سباق للملك يقوم فيه بالجري ليظهر قوته البدنية وقدرته على الحكم مستخدًما قدراته البدنية والعقلية مًعا.

وتابع أنه بذلك وصلت رياضة العدو إلى درجة كبيرة من الأهمية في هذا الوقت إذ كان هذا شرطاً أساسياً لتولي الحكم أو التجديد للفرعون أن يقطع مسافة محددة عدًوا منفرًدا كي يثبت أنه بصحة جيدة تؤهله إلى حكم البالد، ضمن طقوس عيد سد أو العيد الثالثيني للجلوس على عرش مصر، وأردف أن من الأمثلة التي توضح ممارسة العدو أحد الجدران في مقبرة بتاح حتب بسقارة من الأسرة الخامسة.

أحد الألعاب
أحد الألعاب


 

الملاكمة والمصارعة:

وأضاف الخبير الأثري كان القدماء المصريين أول من مارس الملاكمة لإعداد الشباب للدفاع عن الوطن، ويظهر على مقبرة "خرو إف" بالاقصر جدارية توضح تفاصيل رياضة الملاكمة، بالإضافة إلى مشهد آخر يمثل أزواجاً من الملاكمين يمارسون هذه الرياضة، وأضاف بأنه توجد جداريات خاصة بلعبة الملاكمة في مقبرة "مري رع" في المنيا.

المصارعة
المصارعة

أما عن مصارعة الرجال المحترفين قال كانت رياضة منتشرة لدى قدماء المصريين، وظهرت مناظر تصور هذه الرياضة بين الصبيان الصغار بالسن على مقبرة "بتاح حتب" بسقارة، وهذه أقدم صورة لرياضة المصارعة من الاسرة الخامسة، كما رسمت جداريات أخرى تمثل رياضة المصارعة بين الرجال المحترفين في وضعيات متعددة على جدران مقبرة الامير "باقت" ببني حسن بالمنيا.

 

الجمباز للرجال والنساء:

تعتبر مصر القديمة هي التي وضعت اصول وقواعد لعبة الجمباز، وفقًا للخبير الأثري، كما وضحت الجداريات العديد من الأوضاع الدقيقة للعبة والتي تمارس إلى وقتنا هذا بنفس التكنيك والتفاصيل، ومنها منظر أربعة شباب يقف أحدهم باسطاً ذراعيه بشدة إلى الجانبين في مستوى كتفه، ويبسط آخر ذراعيه بشدة أمامه في مستوي كتفه في حين يعتمد على ساق واحدة دافعاً الاخرى إلى الامام في وضع.

وأضاف أن المصري القديم كان يتخذ أوضاعاً مماثلة للعبة التي تمارس الآن وظهرت بوضوح في مقبرة "باقت" ببني حسن بمحافظة المنيا، وكانت المرأة المصرية أولى نساء البشرية ممارسة للجمباز، وهذا اوضحته جدران المعابد والتي تمثل ممارسة المرأة المصرية القديمة لعبة الجمباز بمصاحبة الموسيقى والذي يسمى في وقتنا الحالي بـ "الجمباز الايقاعي".

وأضاف الخبير الأثري أن لاعبو الجمباز من القدماء المصريين كانوا يقومون بأداء الوثبة المتتالية بدون لمس الأرض برؤوسهم، كما كانوا يقومون بأداء أكثر من لفة كاملة في الهواء، وفي نهاية التدريب كان يقف الالعبون بشكل مستقيم، وكان اللعب في الجمباز يقوم على إنحناء الجسم للخلف حتى تقوم اليد بملامسة الأرض مما يوضح مدي المرونة التي كان يتمتع بها جسم المصري القديم، بالإضافة لمجموعة جدايات توضح التعليم الجماعي للرقص الايقاعي حيث تظهر عدة فتيات يؤدين رقصات إيقاعية في أوضاع منتظمة من مقبرة "خرو إف" بالاقصر.

التجديف
التجديف


 

مبارزة بالسيف والرماية:

 

قال الخبير الأثري إن لعبة المبارزة بالسيف "الشيش حالًيا" لعبة مصرية خالصة، وتوصل المصريون القدماء إلى ممارستها وأعدوا لها أدواتها والاقنعة ايضاً التي اُستخدمت لحماية الوجه، وقد ظهرت أول مباراة للمبارزة عند قدماء المصريين في نقوش معبد بمدينة "هابو" بالأقصر من عهد الملك "رمسيس الثالث"، حيث ظهرت فيها المبارزان ممسكين بأسلحة مغطاة عند طرفها ومرتديين أقنعة لحماية الوجه تشبه إلى حد كبير الأقنعة الحديثة.

أما الرماية والتي اعتبروها قديماً رياضة الملوك قال الخبير الأثري عنها إن  المصريون القدماء اعتنوا بها كثيراً كتدريب للدفاع عن الوطن ضد الغزاة والمجرمين، وأصبحت هذه الرياضة من الرياضات التي أول من مارسها ملوك مصر القديمة، وظهرت على جدران معبد "سيتي الاول بأبيدوس"، وأيضاً هناك صور تضم مجموعة من الرماة يتدربون على رياضة الرماية عن طريق استخدام القوس والسهم.

الرماية عند الفراعنة
الرماية عند الفراعنة

 

وعن لعبة القوس والسهم التي تعتبر من الرياضات المعروفة لدى قدماء المصريين، وكانت غالًبا يتم تسجيلها على جدران المعابد، وتمتع الملوك والامراء بالمهارة في إصابة الهدف بدقة، وكانت تحتاج هذه اللعبة لمناورة بدنية حادة وقوة ملاحظة شديدة، وكان الامر يحتاج إلى توازن اللاعبين المقابلين لبعضهما وواقفين على كعب أرجلهما وأجسامهما مشدودة في وضعية مائلة بينما يمسكان بأيدي الاعبين آخرين، ويقوم الأربعة بالدوران مع المحافظة على وضعيتهم بتوازن تام وتوافق في الحركة، وهناك مناظر في "مقبرة مري روكا" .

لعبة الشطرنج
لعبة الشطرنج


 

الشطرنج لعبة العقل:

رياضة هادئة لا تحتاج قوة إلا في عضلات العقل، فقال الخبير الأثري أنه بجانب الرياضيات البدنية، عرف المصري القديم نوعاً آخر من الرياضة التي كان من شأنها أن تنمي مدراك العقل وأعمال الفكر، ويعود فضل اختراع لعبة الشطرنج إلى مصر القديمة، حيث عثر في المقابر الفرعونية على مجموعة من أدوات اللعب التي تتشابه في أشكالها وطريقة لعبها مع الشطرنج وكان يطلق عليها اسم لعبة "سنت"

شطرنج
شطرنج


 

الوثب ومصارعة الثيران:

كانت رياضة القفز العالي أو ما يسمي بالوثب العالي معروفة في مصر القديمة حيث تظهر مناظرها في مقبرة "بتاح حتب" الموجودة في سقارة، ولقد مارس قدماء المصريون رياضات الحقول والمضمار مثل الوثب العالي، كذلك من بين الرياضات التي تندرج تحت ألعاب القوي مصارعة الثيران التي اتخذوها كنوع من استعراض القوة والترفيه عن انفسهم.

 

التجديف والقوة البدنية:

وأضاف الخبير الاثري أنه كان من الطبيعي أن مارس المصريون القدماء رياضة التجديف سواء في نهر النيل أو البحار المحيطة بمصر، وكان فريق التجديف يعتمد لاعبيه على التجانس في تجديفهم وفقاً لإرشادات قائدهم الذي يتولى الدفة، وكان هذا القائد يتحكم في الفريق من خلال نداء معين لتوحيد الوقت الذي يالمس فيه المجاديف سطح الماء مما كان يساعد على دفع القارب لألمام بطريقة أكثر ثباتا ومرونة.

التجديف
التجديف


 

الصيد للامراء والنبلاء:

وأردف الخبير الأثري بأن رياضة الصيد تعتبر واحدة من أهم الرياضات التي كان يمارسها الملوك والامراء والنبلاء، وتوجد الكثير من الصور الخاصة بصيد السمك كهواية مع اختلاف طول الرُمح وشكل السلاح المستخدم على الجداريات، وكان رمي الرمح أثناء العصر الفرعوني في بادي الامر موصولاً بالصيد، وإختلاف انواع الفريسة الذي كان يحددها الصائد، وتابع أن المصري القديم كان يتباهى بصيده وعبقريته في اقتناص الفريسة بسهولة، وكان المصريون القدماء يخرجون لصيد السباع والفيلة والثيران الوحشية اثناء الحروب لردع الاعداء ايضاً.

بالإضافة لركوب القوارب الصغيرة المصنوعة من البردي، وكانوا يخرجون في رحلة إلى أحراش الدلتا وكانت معهم أسرهم وخدمهم لصيد الاسماك والطيور.

 

الفروسية ورفع الأثقال:

انتقلت الفروسية من عالم الحرب وعربات الحرب إلى عالم الرياضة ومطاردة الحيوانات البرية، كما تابع الخبير الأثري أن المصريون القدماء كانوا يقومون سباقات للخيول بين الشباب الذين تمكنوا من البقاء على ظهر الخيول والتحكم فيها بدون سرج، وكانت لعبة رفع الاثقال واحدة من الألعاب التي عرفها قدماء المصريين، وكانت محاولة رفع كيس من الرمل بواسطة يد واحدة "رفعة النطر حالياً" والاحتفاظ بهذا الكيس عالياً أطول مدة ممكنة، واردف بأنه كان يجب على اللاعب أن يظل لفترة وجيزة في وضع شبه مستقيم وهي تعتبر أحد قواعد اللعبة التي استمرت إلى الان.

اللعب بالكرة
اللعب بالكرة


 

ممارسة الفتيات للرياضة:

 كان اللعب بالكرة معروف وكان المصريون القدماء أصحاب اختراع كرة اليد ومارسوا لعبة كرة اليد، ولأول مرة في تاريخ البشرية كان يسمح للفتيات بممارسة الرياضة حيث ظهرت المناظر العديدة لهذه اللعبة على جدران مقابر "بني حسن" بالمنيا، فتظهر فتاة تعتلي ظهر زميلتها، ثم تتقاذفن بثالث كرات صغيرة في حركات سريعة متلاحقة.

وتوجد رسومات لهذه اللعبة في مقابر سقارة منذ خمسة آلاف سنة، وكانت الكرة مصنوعة من الجلد الذي يتم حشوه بألياف النباتات والقش أو كانت من نبات البردي حتى تكون أخف وقابلة أكثر للتحمل، وتوضح هذه الصورة أربع فتيات يمارسون كرة اليد، وتثبت هذه الصورة أن المرأة في المجتمع المصري القديم كانت تمارس الرياضة مثل الرجل تماماً.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة