يوم 12 سبتمبر من سنة 1940، اصطحب مراهق فرنسى كلبه فى نزهة، هذا المراهق اسمه مارسيل رافيدات يعمل ميكانيكيًا ويبلغ من العمر 18 عامًا، أخذ كلبه المسمى "روبوت" إلى التلال بالقرب من منزله فى مونتيناك فى منطقة دوردونى بجنوب غرب فرنسا، وفى طريقه اصطدم الكلب روبوت بحفرة أحدثتها شجرة ساقطة، فألقى مارسيل ببعض الحجارة فى الحفرة وتفاجأ بأنها تسقط فى الفراغ فترة قبل أن تصطدم بالأرض.
عاد مارسيل إلى نفس الموقع مع بعض الأصدقاء فعثروا على أحد أشهر الاكتشافات الأثرية فى العالم "لوحات كهف لاسكو" والتى قُدرت بأن عمرها ما بين 17 ألف إلى20 ألف سنة ووصفها الخبراء بأنها "مهد الفن"، حيث تتشكل من تمثيلات حيوانية، من بين أفضل الأمثلة على الفن من العصر الحجرى القديم الأعلى.
ويتكون كهف Lascaux من كهف رئيسى بعرض 66 قدمًا وارتفاع 16 قدمًا، حسبما يذكر موقع هيستورى، وزينت جدران الكهف بنحو 600 حيوان ورمز وحوالى 1500 نقش. تصور بتفاصيل ممتازة أنواعًا عديدة من الحيوانات، بما فى ذلك الخيول والغزلان والأيائل والأبقار والقطط وما يبدو أنها كائنات أسطورية. وهناك شخصية بشرية واحدة فقط تم تصويرها فى الكهف: رجل برأس طائر ويعتقد علماء الآثار أن الكهف استخدم على مدى فترة طويلة كمركز للصيد والطقوس الدينية.
تم افتتاح الكهف للجمهور فى عام 1948 ولكن تم إغلاقها فى عام 1963 لأن الأضواء الاصطناعية قد أثرت على الألوان الزاهية للوحات وتسبب فى نمو الطحالب فوق بعضها، تم افتتاح نسخة طبق الأصل من الكهف فى مكان قريب فى عام 1983.
