اكتشف أمناء المكتبات في مدينة ليدز البريطانية، كتابًا نادرًا مليئًا بسم قاتل، وذلك خلال عملهم على بحث عالمي عن النصوص السامة المخبأة على الرفوف في مكتبات جميع أنحاء العالم.
الكتاب الذى تم اكتشافه، ووجد فى مكتبة ليدز المركزية، هو كتاب "حديقتي الخاصة: الكتاب السنوي لصغار البستاني" ونشرت هذه النسخة التى تم إيجادها في عام 1855، وتم وضعها بعيدًا عن أيدى زوار المكتبة.
كشفت الأبحاث التي أجراها خبراء في المكتبة مؤخرًا، أن الكتاب الذي يبدو متواضعا يحتوي على كميات من الزرنيخ، والتي يمكن أن تكون قاتلة عند تناولها، والأهم من ذلك، أن النقش الموجود داخل الغلاف الأمامي للكتاب يُظهر أنه كان هدية قدمها والد الشابة كارولين جوت إليها، وهى واحدة من عائلات الصناعيين المشهورين في ليدز، في عام 1855.
ظهر هذا الاكتشاف المذهل عندما بدأ كبير أمناء المكتبات ريان إسحاق في إجراء مراجع مرجعية لمجموعة المكتبة الضخمة من أجل قاعدة بيانات مشروع كتاب السموم.
مشروع سموم فى مكتبات العالم
بدأ مشروع سموم فى مكتبات العالم في الأصل من قبل المعهد الدولي للحفظ في أمريكا، ويهدف المشروع إلى تحديد طبعات مختلفة من الكتب التاريخية التي كانت تُنتج بشكل شائع باستخدام المركبات الخطرة والمعادن الثقيلة مثل الزرنيخ.
قالت ريان: "بصفتي أمينة مكتبة، من المثير دائمًا اكتشاف أي نوع من الكتب النادرة أو غير العادية في مجموعتنا. لكن هذا المشروع مهم أيضًا لأنه يساعد أمناء المكتبات في جميع أنحاء العالم على العمل معًا وفهم كيف ومتى تم إنشاء هذه الكتب بالإضافة إلى الخطوات التي يمكننا اتخاذها لتتبعها والتأكد من تخزينها والعناية بها بأمان".
وأضافت: "من المثير للدهشة أن المعادن الثقيلة كانت تستخدم في السابق بشكل شائع في إنتاج الكتب كوسيلة لتحقيق ما كان يعتبر ظلًا جميلًا للغاية، وبينما كان الناس في ذلك الوقت يدركون بالتأكيد أن المواد مثل الزرنيخ كانت ضارة، فمن المحتمل أنهم لم يفهموا الطرق العديدة المختلفة التي يمكن تناولها عن طريق الخطأ".
وتابعت: "حقيقة أن هذا الكتاب بالذات كان ينتمي أيضًا إلى عائلة جوت تعني أن قصته هي أيضًا جزء من تاريخ ليدز، ومع بعض التعامل والتخزين الدقيقين، يمكن أن يظل جزءًا من مجموعتنا لسنوات عديدة قادمة".
والآن سيتم تأمين الكتاب وتخزينه قبل إرساله وفحصه باستخدام جهاز قياس الطيف المتخصص والذي سيحدد بالضبط مقدار الزرنيخ الذي يحتوي عليه.
وقالت ماري هارلاند، العضو التنفيذي لمجلس مدينة ليدز لشؤون المجتمعات: "مكتباتنا مصدر عام رائع، لكنها تلعب أيضًا دورًا محوريًا في الحفاظ على تراث مدينتنا الغني والرائع. إن العمل المذهل الذي يجري وراء الكواليس لتصنيف وتوثيق مجموعتنا الفريدة يلعب دورًا كبيرًا في ذلك ويضمن عدم فقدان هذه القصص الجذابة عبر العصور".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة