حصلت الكاتبة الفرنسية آنى إرنو (82 عاما) على جائزة نوبل فى الآداب لسنة 2022، لتصبح الفائز رقم 119 فى تاريخ الجائزة، والمرأة رقم 17، حيث يحلو للبعض وضع تصنيفات غريبة منها المرأة فى مقابل الرجل، لكن كل ذلك لم يشغلنى، فما أهمنى أكثر وما شغلنى بصورة حقيقية هو الخلاف الذى حدث لدى مثقفين مصريين قبل وبعد إعلان الجائزة العالمية.
فقد أثارت فكرة المرشح العربى للجائزة الكثير من الجدل، وكأن لدينا ثقة كاملة بأن هناك مرشحا عربيا ينافس فعلا على الجائزة، وكأننا على يقين بأن الصراع داخل الأكاديمية السويدية كان على أشده بين المرشح العربى والكاتبة الفرنسية مثلا، وكأننا متيقنين بأن الجائزة ذهبت للكاتبة الفرنسية فى اللحظة الأخيرة.
لا أعتقد ذلك، وفى ظنى لو أن هناك مرشحا عربيا فعلا فإنه – للأسف – لن ينافس للنهاية، والخطأ فى ذلك ليس خطأنا تماما، كما أننا لسنا مبرئين تماما.
عن نفسى لا أجعل من نوبل معيارا أقيس عليه تميز كتابنا العرب، لدينا العديد من الكتاب العرب يستحقون نوبل، فقد حصل عليها كتاب عالميون أقل فى مستوى الرؤية والإنتاج من كتاب عرب كبار، لكن فى الوقت نفسه فإن الهيئات لدينا مسئولة بشكل كامل عن عدم منافستنا بصورة كبيرة فى هذه الجائزة.
بالتالى فإن اختلاف المثقفين حول المرشحين يظلم الجميع، كل الأسماء التى طرحوها من وجهة نظرى تستحق نوبل، لدينا تجارب مكتملة ولدينا أصحاب مواقف من الإنسان والكون، ولدينا موسوعيون، لكن تنقصنا أمور كثيرة منها عدم القدرة على الاختلاف دون تجريح ودون تقليل للآخرين.