الصورة التى تظهر بها قمة الأمم المتحدة للمناخ من شرم الشيخ، لها عدة ملامح، تؤكد كيف يمكن أن يكون العمل الجاد والمخلص طريقا لتقديم عمل حقيقى، خاصة أن القمة تأتى كما أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى توقیت حساس للغاية، یتعرض فيه عالمنا لأخطار وجودیة وتحديات غیر مسبوقة، تؤثر على بقاء كوكبنا ذاته وقدرتنا على المعیشة.. وهذه التحديات تستلزم تحركا سريعا من كل الدول لوضع خارطة طریق للإنقاذ، تحمى العالم من تأثیرات التغيرات المناخية، وأعرب الرئيس عن تطلع مصر لخروج المؤتمر من مرحلة الوعود إلى مرحلة التنفيذ بإجراءات ملموسة على الأرض، تبنى على ما سبق، لا سیما مخرجات قمة جلاسجو واتفاق باریس.
ويعود الفضل فى التوصل إلى اتفاق فى قمة المناخ COP 26 للدول النامية، ومنها الأفريقية التى طرحت وجهات نظرها، ولعبت مصر دورا مهما فى جلاسجو، وتحدثت بلسان أفريقيا، التى تواجه زيادات كارثية فى درجات الحرارة، ويزداد تهديد أزمة التغير المناخى فى أفريقيا ليطال الناتج المحلى الإجمالى للدول الأفريقية الأكثر عرضة لتداعيات الأزمة، ويتوقع أن ترتفع خسائر النشاط الاقتصادى من 899.4 مليار دولار فى 2018 إلى أكثر من 1.36 تريليون دولار فى عام 2023، وهو ما يقرب من نصف الناتج المحلى الإجمالى المتوقع لأفريقيا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، أكد قبل ذلك أن تكلفة مجابهة التغير المناخى أفضل كثيرا من التكلفة التى يتسبب فيها التغير نفسه، ومطلوب 800 مليار دولار سنويا للتخفيف من حدة التغير المناخى فى الدول النامية بحلول عام 2025، ومن العدالة والموضوعية أن يكون فيه دعم للدول النامية.
ويعكس حجم الاهتمام والتفاعل فى صحف العالم، ووسائل الإعلام، الدولية، إدراكا حقيقيا لخطر التغيرات المناخية، والرغبة فى أن تتحمل الأطراف الأساسية مسؤوليتها عن هذا الخطر، والتعامل معه والوفاء بالتزاماتها المؤجلة، والأمر لم يعد مقتصرا على أفريقيا التى تدفع الثمن، بل إن دول أمريكا اللاتينية تطالب بتمويل حقيقى للتخفيف من تغير المناخ.. ثم إن قادة إسبانيا وإيطاليا وألمانيا يطلقون أصواتهم من شرم الشيخ.
سيمون ستيل، السكرتير التنفيذى لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، دعا إلى انخراط جميع الأطراف ذات الصلة بالتغير المناخى لمعالجة هذه القضية الخطيرة، وقال فى مؤتمر صحفى على هامش انعقاد قمة المناخ بشرم الشيخ، إن أغلب الانبعاثات تأتى من دول بعينها، لذلك نحتاج إلى التكنولوجيا لمعالجة قضايا المناخ، ومن المهم لهذه الأطراف أن تتعاون.
بينما أكد وزير الخارجية سامح شكرى، أن دول القارة الأفريقية من الدول التى تعانى من مشاكل وقضايا التغير المناخى، رغم أنها لا تسهم فى هذه المشكلة، وبالرغم من ذلك أبدت استعدادها للاضطلاع بالعمل لمواجهة الظاهرة، وتحتاج إلى الدعم فى إطار قدراتها، مشيرا إلى أهمية قضية التمويل والانتقال العادل إلى الطاقة الجديدة والمتجددة للوصول بدول القارة إلى التنمية المستدامة، وانتشال مواطنيها من خط الفقر، والمساهمة الإيجابية فى الجهود الدولية، موضحا أن المشاورات الحالية داعمة لإمكانية اضطلاع دول القارة بمسؤولياتها، جنبا إلى جنب مع مشاركة قطاع الأعمال والقطاع الخاص والمجتمع المدنى فى طرح الحلول للاستعداد لنقل التكنولوجيا التى تتيح للدول الأفريقية والنامية تعزيز قدراتها فى التعامل مع قضايا تغير المناخ والتكيف فى الإسهام الإيجابى فى المفاوضات.
وتشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة، إلى أن أفريقيا - التى تدفع فاتورة باهظة لأزمة المناخ وتواجه تحديات مضاعفة - تسهم بنسبة لا تتجاوز الـ4 % من الانبعاثات العالمية المسببة للاحتباس الحرارى، وتعتبر انبعاثات الفرد فى أفريقيا أقل من المتوسط العالمى «البالغ 5 أطنان من انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون فى العام»، وأقل بكثير من المناطق الأخرى مثل أوروبا وآسيا.
الرئيس عبدالفتاح السيسى، يؤكد أهمية التوصل إلى توصيات متوازنة عن القمة يمكنها معالجة التأثيرات الخطيرة للتغير المناخى على العالم الثالث وخاصة قارة أفريقيا، من هنا فقد أصبحت قضية التغير المناخى فى مجال الاهتمام العالمى بفضل جهود مصر ودول أفريقيا.
اليوم السابع