ونحن نحتفل بالذكرى الأربعين لتحرير سيناء، يعود الحديث إلى نقطة قائمة منذ اللحظات الأولى، ومطالب ظلت مرفوعة، أن سيناء يجب أن يتم تعميرها والتوسع فى بناء تفاصيل الحياة فيها بالشكل الذى يتناسب مع قيمتها ورمزيتها وتاريخها، بعد تحرير سيناء ظل النشاط الأساسى هو السياحة، وهو نشاط له عوائد مباشرة وكبيرة، لكنه نشاط يبقى فى مهب أى عارض، سواء كان إرهابا أو كورونا أو حربا أو غيرها من العوامل التى تتحكم فى حركة السياحة بالعالم.
السياحة جزء مهم من الأنشطة القائمة فى سيناء، فهى تحظى بإمكانات سياحية متعددة، شاطئية وكنوز طبيعية وسفارى، فضلا عن السياحة الدينية والتاريخية، وبجانب هذا كله تمتلك سيناء إمكانيات زراعية وصناعية، وهناك مطالب بأن يتم تعميرها وتنميتها، بشكل يسهم فى إقامة مجتمعات قابلة للبقاء والتوسع، مجتمعات زراعية وصناعية وتجمعات سكانية اجتماعية يمكن أن تستوعب ملايين المواطنين. وهو ما بدا واضحا فى خطط الدولة على مدى السنوات الأخيرة، حيث وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى، تنمية سيناء كأولوية، وتم إنفاق مئات المليارات، وتجسد الأمر فى إقامة أنفاق سيناء الخمسة التى ربطت سيناء بالوادى والدلتا، مع إقامة محطات تنقية المياه وإعادة استخدامها، واستصلاح نحو 500 ألف فدان تخلق فرص عمل مستمرة، ومجتمعات مستقرة.
التنمية تعنى مجتمعا طبيعيا، زراعة وصناعة وسياحة، وحياة كاملة، لهذا كان التفكير فى أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد، وتضمن الاتصال الدائم بين سيناء والوادى والدلتا، وسهولة الحركة وانتقال البشر كأساس للتنمية، وتمت إزالة الحاجز أمام بناء مجتمعات كاملة وضمان التواصل، مع أنفاق الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، ثم نفق الشهيد أحمد حمدى 2 الذى يضاعف من استيعاب النفق للحركة بشكل سلس، الأنفاق تمثل لأول مرة ربطا كاملا بين سيناء والوادى والدلتا، لتكون مجالا لتنمية وحركة بناء وتعمير تستوعب مجتمعات مقيمة، فضلا عن سهولة الحركة وانتقال البشر.
عندما تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن الاتجاه لبناء الأنفاق والعبور لتنمية سيناء، تعامل البعض على أنه مجرد حلم يصعب تحقيقه، لكن خلال سنوات بدأت عملية التنمية من خلال الأنفاق ومحطات تحلية المياه، وسدود لتخزين مياه السيول، ومؤخرا محطة لتنقية مياه الصرف لأغراض الزراعة والصناعة.
الأنفاق خطوة كبيرة نحو تنمية وتعمير شامل لسيناء، تسهل انتقال ملايين المصريين للاستقرار والعمل والحياة، وتضيف إلى مصر مساحات جديدة، بعد أن ظلت حركة المصريين مرتبطة بنهر النيل فى الوادى والدلتا، وتضاعف من قدرات جذب الاستثمارات، خاصة مع توفر الطاقة والمياه لأى تنمية زراعية أو صناعية، وهو ما يتجلى فى محطات الطاقة الشمسية ومحطات عملاقة لتنقية مياه البحر، توفر الأساس الذى تقوم عليه خطوات التنمية المتعددة، الطاقة المتجددة للشمس والرياح تمثل مصادر دائمة ونظيفة للطاقة، وهو ما يقوم متوازيا ضمن خرائط التنمية الممتدة شمالا وجنوبا، كما يسهم فى توفير الطاقة بجانب المحطات التقليدية لتوليد الكهرباء.
التنمية تشمل توفير الطاقة والمياه لأى تنمية زراعية أو صناعية، وهو ما يتجلى فى محطات الطاقة الشمسية ومحطات عملاقة لتنقية مياه البحر، بجانب محطات إعادة استخدام المياه أكثر من مرة مثل بحر البقر، بجانب إقامة الخدمات التعليمية والصحية، المدارس والجامعات والمستشفيات والوحدات الصحية، مع مد مبادرة حياة كريمة إلى سيناء وقراها وكل شبر فيها.
مصر تتحرك نحو التنمية، من خلال التوسع واستغلال الأراضى والثروات الطبيعية، بما يشكل قاعدة لرفع معدلات النمو وتوفير فرص عمل واستيعاب الزيادة السكانية، بناء على تخطيط مسبق، لبناء قاعدة اقتصادية واجتماعية، تحقق مطالب ونظريات حول استغلال وتعمير وتنمية سيناء، وهى نظريات توفرت لها الإرادة، وأصبحت سيناء ضمن خطط التنمية المستدامة، والمجتمعات المستمرة.