عثر علماء الآثار من جامعة دورهام في شمال إنجلترا على مقبرتين جماعيتين بالقرب من كاتدرائية دورهام، في البداية اعتقد علماء الآثار أن الجثث تنتمي إلى مقبرة الكاتدرائية ودُفنت للتو بعيدًا قليلاً عن حدود موقع الدفن الحالي، لكنهم لاحظوا بعد ذلك ميزات تشير إلى أن هذه ليست مدافن منتظمة، وقدم الاكتشاف لغزًا محيرًا أصبح في النهاية تذكيرًا بواحدة من أكثر المعارك دموية في الحروب الأهلية الإنجليزية في القرن السابع عشر.
اعتقد علماء الآثار أنه كان من الغريب أن الجثث كانت معبأة بشكل وثيق مع بعضها البعض في تصميم غير تقليدي، وبعضها دفن في محاذاة من الشمال إلى الجنوب بدلاً من محاذاة من الشرق إلى الغرب، وهو أمر نموذجي في المدافن التقليدية في العصور الوسطى. قال ريتشارد أنيس، كبير علماء الآثار في الخدمات الأثرية بجامعة دورهام: "لقد تم إلقاء الجثث في الأرض دون مراسم تفصيلية وتم تكديسها معًا بإحكام ومزجها"، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.
وأصيب الباحثون بالحيرة لما وجدوه والظروف التي مات فيها الأفراد، تساءلوا عما إذا كانت المقابر الجماعية ناتجة عن مرض معدى أدى إلى دفن متسرع، أو ربما حدث شيء أكثر خطورة.
بعد أكثر من 18 شهرًا من البحث، كشف لغز الهياكل العظمية المختلطة أن هناك ما بين 17 و28 شخصًا مدفونين في المقابر، جميعهم من الذكور وتوفوا في سن تتراوح ما بين 13 و25 سنة، عندما تم تأريخ العظام، اتضح أنها كانت في الأرض لأكثر من 350 عامًا.
أجرى الباحثون الاختبارات العلمية بما في ذلك التحليل الإحصائي والنظيري للسترونشيوم والأكسجين والرصاص من عينات مينا الأسنان، إلى جانب التأريخ بالكربون المشع والفحوصات الشكلية. أدت نتائجهم إلى استنتاج أن الهياكل العظمية كانت بقايا جنود اسكتلنديين تم أسرهم بعد انتصار الجيش البرلماني الإنجليزي في معركة دنبار عام 1650.